صدم العديد من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة بالأسواق العالمية إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية شاملة، رغم ذلك ظهرت مجموعة من الدول التي من الممكن أن تكون من الرابحين المحتملين، رغم أن خطر الركود الناتج عن الرسوم الجمركية سيحد من المكاسب بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وبدأت دول مثل مصر والبرازيل إلى الهند ، ومن تركيا إلى كينيا، ترى بصيص أمل. بينما تعد الدول الحليفة للولايات المتحدة وشركاؤها التجاريون المقربون مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية من بين أكثر الدول تضررًا- مع فرض رسوم جمركية بنسبة 20%أو أكثر-
وتجد دول مثل مصر والمغرب وتركيا وسنغافورة- والتي تسجل عجزاً تجارياً مع الولايات المتحدة- فرصة في ظل معاناة دول أخرى مثل بنجلاديش وفيتنام – واللتين تعانيان من فوائض تجارية كبيرة – حيث من المتوقع أن تُفرض عليهما رسوما بنسبة 37% و46% على التوالي.
فرصة جديدة لنمو مصر
وقال مجدي طلبة- رئيس مجلس إدارة مشروع الملابس المشترك المصري التركي- إن الولايات المتحدة لم تفرض الرسوم على مصر وحدها، بل فرضت رسوماً أعلى بكثير على دول أخرى، وهذا يمنح مصر فرصة جيدة جداً للنمو. حيث دول مثل الصين وبنجلاديش وفيتنام تُعد من المنافسين الرئيسيين لمصر في مجال النسيج.
أما تركيا، تجد الآن فرصة للاستفادة في ظل تلقي منافسين عالميين لرسوم أعلى بكثير، ولكن ذلك بعد أن تأثرت صادراتها من الحديد والصلب والألمنيوم في وقت سابق من الرسوم الأمريكية.
وبالمثل، يمكن أن تستفيد المغرب، التي تربطها اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، بشكل نسبي من معاناة الاتحاد الأوروبي والقوى الآسيوية السابقة.
هل تستفيد البرازيل من الرسوم الجمركية ؟
وفي سياق متصل، تُعد البرازيل من بين الاقتصادات القليلة التي لم تتأثر بشكل كبير بالرسوم الجمركية الأمريكية “المتبادلة”، بغلت نسبتها 10% فقط.
وإلى جانب ذلك، من المرجح أن تستفيد البرازيل لكونها دولة زراعية كبرى من الرسوم الانتقامية التي فرضتها الصين على المنتجات الزراعية الأمريكية، مما يمنح البرازيل فرصة لتعزيز صادراتها الزراعية نحو الأسواق العالمية، خاصة السوق الصيني.
أما كينيا، رغم أنها تتمتع بفائض تجاري لصالح الولايات المتحدة، فقد لا تتأثر كثيرًا بالرسوم الأمريكية نظرًا لحجم صادراتها المحدود. ومع ذلك، يرى منتجو النسيج فرصة لتعزيز تنافسيتهم، خاصة أمام منافسين من دول طالتهم رسوم جمركية أعلى.
مكاسب نسبية في ظل ركود الاقتصادي
وقالت سيلينا لينج، الاقتصادية في بنك “او سي بي سي” إنه رغم استفادة بعض الدول المدينة من تدفقات استثمارية جديدة مع سعي المصنعين لتنويع مواقع الإنتاج، فإنها ستظل مقيّدة بقواعد التصنيع الصارمة ومتطلبات المحتوى المحلي.
وأشارت إلى أن المكاسب تظل نسبية، مؤكدة أن الحقيقة المُطلقة هي أنه لا يوجد رابحون إذا دخل الاقتصاد الأمريكي أو الاقتصاد العالمي في حالة انكماش حاد أو ركود.