فرص ضائعة.. «مصر» تخسر 168 مليون دولار سنويًا

رغم التحديات الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، والتي شملت فرض رسوم جمركية على واردات بعض السلع القادمة من معظم الدول وتراوحت نسبة هذه الرسوم بين 10% و49%، بما فيها مصر والتي فرضت عليها رسوم بنسبة 10%، لا تزال السوق الأمريكية تمثل واحدة من أهم الوجهات التصديرية التي لم تستغل بعد بالشكل الأمثل من قبل الصادرات المصرية، خصوصاً في قطاع المنتجات الغذائية، إذ يعد السوق الأمريكي هو ثاني أهم وجهة للصادرات المصرية بعد الاتحاد الأوروبي.

تأتي هذه الرسوم الجمركية الأمريكية، ضمن توجهات سياسية وتجارية اتخذتها الولايات المتحدة مؤخرا؛ لتقليص العجز التجاري، مما شكّل عقبة إضافية أمام العديد من الدول في الوصول إلى السوق الأمريكية.

وتشير الأرقام إلى أن الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة، ورغم تلك العوائق، شهدت نمواً تدريجياً في السنوات الأخيرة، حيث سجلت نحو 2.247 مليار دولار خلال 2024، في مقابل 1.992 مليار دولار خلال 2023، بنمو 12.3%.

وفي ظل هذا النمو، تظهر فرص تصديرية واعدة وغير مستغلة بعد، يمكن لمصر أن تستفيد منها بشكل كبير، خاصة أن السوق الأمريكي يتميز بحجم استهلاك ضخم وطلب مستمر على المنتجات الغذائية المتنوعة.

ومن أبرز هذه المنتجات، الزيتون المحفوظ، الفراولة المجمدة، التحضيرات الغذائية المتنوعة، المكرونة، والخضراوات المحفوظة بالخل.

وتُظهر البيانات أن هناك فجوة كبيرة بين الإمكانيات التصديرية الفعلية لهذه المنتجات والصادرات الحالية، مما يشير إلى فرصة ذهبية لزيادة الصادرات وتحقيق عوائد اقتصادية قوية.

الفرص التصديرية غير المستغلة

فيما تشير تحليلات خريطة إمكانات التصدير إحدى آليات مركز التجارة العالمي، إلى أن مصر تخسر سنويًا فرصًا تصديرية كبيرة تقدر بحوالي 168 مليون دولار في السوق الأمريكي بسبب عدم استغلال الإمكانيات التصديرية الكاملة لعدد من المنتجات الغذائية.

وتتمثل هذه الفرص في الفارق الكبير بين الإمكانيات التصديرية لهذه المنتجات والصادرات الفعلية، مما يعكس مدى الاستفادة التي يمكن أن تحققها مصر في حال تم استغلال هذه الفرص.

ووفقا لخريطة إمكانات التصدير، فإن هناك العديد من المنتجات الغذائية التي يمكن لمصر زيادة صادراتها إلى السوق الأمريكي، والتي تمتلك إمكانيات تصديرية ضخمة لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل حتى الآن.

الزيتون المحفوظ

أحد أبرز هذه المنتجات هو الزيتون المحفوظ، حيث تشير بيانات  خريطة إمكانات التصدير، إلى أن الإمكانيات التصديرية لهذا المنتج تبلغ حوالي 65 مليون دولار، بينما لا تتجاوز الصادرات الفعلية 13 مليون دولار فقط، مما يعكس فرصة ضائعة تقدر بحوالي 52 مليون دولار في السوق الأمريكي.

الفراولة المجمدة 

كما تمتلك الفراولة المجمدة إمكانيات تصديرية تصل إلى 61 مليون دولار، بينما لا تتجاوز الصادرات الفعلية 17 مليون دولار، ما يعني أن القيمة الضائعة تقدر بحوالي 44 مليون دولار، مما يشير إلى فرصة كبيرة لتعزيز وجود هذا المنتج في السوق الأمريكي.

التحضيرات الغذائية المتنوعة 

من جهة أخرى، تظهر البيانات المتعلقة بـ التحضيرات الغذائية المتنوعة أن إمكانيات تصديرها تصل إلى 50 مليون دولار، ولكن الصادرات الفعلية لا تتجاوز 1.6 مليون دولار، مما يشير إلى فرصة ضائعة تقدر بحوالي 48.4 مليون دولار، وهو ما يشير إلى حجم السوق الكبير الذي لم تُستغل إمكانياته بعد.

المكرونة غير المطهية 

وتشير التوقعات إلى أن الإمكانيات التصديرية للمكرونة غير المطهية وبدون بيض، تصل إلى 22 مليون دولار، بينما الصادرات الفعلية لا تتجاوز 2.7 مليون دولار، مما يعني فرصة ضائعة تقدر بحوالي 19.3 مليون دولار.

الخضراوات المحفوظة بالخل 

وأخيرًا، تظهر البيانات أن الخضراوات المحفوظة بالخل تمتلك إمكانيات تصديرية تصل إلى 18 مليون دولار، بينما تحقق مصر 14 مليون دولار فقط من صادراتها الفعلية، وهو ما يعكس فرصة ضائعة بحوالي 4 ملايين دولار.

ومع هذه الفجوة الواسعة بين الإمكانيات الفعلية والصادرات الحالية، يمكن لمصر استهداف أسواق جديدة وتحقيق عوائد اقتصادية كبيرة.

ولتحقيق ذلك، يجب على الشركات المصرية تكثيف جهودها لتحسين جودة المنتجات، والعمل على تلبية المعايير الأمريكية، بالإضافة إلى تعزيز استراتيجيات التسويق التي تضمن لها وصولاً أكبر للسوق الأمريكي.

الرابط المختصر
آخر الأخبار