وزير الصناعة الأسبق: حرب تجارية أمريكية تهدد العولمة وتؤثر على نمو قطاع السلع

صرح رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة والاستثمار الأسبق في مصر ومؤسس ورئيس شركة السارا الدولية، بأن الحرب التجارية التي بدأتها الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تستهدف تغيير موازين العالم التجارية وإنهاء مرحلة العولمة، مما يضع أكبر اقتصادين في العالم على حافة الهاوية.

تراجع نمو القطاع

وأوضح رشيد، خلال تصريحات تلفزيونية، أن هذه الحرب التجارية غير مسبوقة، حيث تتضمن مفاوضات تجارية مع دول تنتج نفس السلع بتعريفات مختلفة، مما يخلق حالة من عدم الثقة وعدم وضوح الرؤية تؤثر سلباً على جميع القطاعات الاقتصادية، وخاصة قطاع السلع الفاخرة، الذي يتوقع أن يشهد نمواً متراجعاً يتراوح بين 1% و2% هذا العام، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى نمو بنسبة 5%.

وأرجع رشيد هذا التراجع إلى تأثير الحرب التجارية على أكبر أسواق القطاع، وهما الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى التأثير المتوقع على أوروبا، مما ينذر بدخول العالم مرحلة انكماش.

وأشار إلى أن الشركات العاملة في قطاع السلع الفاخرة ستتأثر بدرجات متفاوتة حسب حجم وجودها في الأسواق المتضررة، حيث يمثل السوق الأمريكي ما بين 20% و22% من استهلاك السلع الفاخرة لبعض الشركات.

تأثير الرسوم على الأسعار

وأكد رشيد أن التغييرات في التعريفات الجمركية محصورة في السوق الأمريكية، ومن المتوقع أن تشهد الأسعار ارتفاعاً في الولايات المتحدة، بينما لا يتوقع أن ترتفع الأسعار في بقية دول العالم. بل على العكس، توقع أن تسعى الشركات إلى زيادة مبيعاتها في الأسواق الأخرى للتعامل مع الانكماش المتوقع في آسيا.

وفيما يتعلق بالاستثمار في الولايات المتحدة، أوضح رشيد أن تجربة شركة “لويس فويتون” في التصنيع في الولايات المتحدة خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب لم تكن ناجحة، وأن التغيرات والإجراءات الجمركية الحالية في أمريكا لا تشجع على الاستثمار، لأنها تتسم بعدم الاستقرار. وتوقع أن تعود معظم التعريفات الجمركية الجديدة إلى ما كانت عليه في السابق، مؤكداً أن قرارات التصنيع تتطلب استقراراً على المدى الطويل، وهو ما لا يتوفر في الوضع الحالي في الولايات المتحدة.

فرص لدول إفريقيا

وعلى صعيد آخر، أكد رشيد أن دول شمال إفريقيا، مثل مصر وتونس والمغرب، لديها فرص كبيرة للاستفادة من التغيرات الحالية في الاقتصاد العالمي، خاصة وأن أوروبا من أكبر مستوردي الملابس، والتصنيع في آسيا يشهد حالة من عدم الاستقرار.

الرابط المختصر
آخر الأخبار