خبير اقتصادي لـ «القرار المصري»: قرار ترامب بإلغاء الإعفاء الجمركي مؤقت.. وتأثيراته ستطال الأسواق العربية والمصرية

علّق الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير الاقتصادي، على تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إعفاء الهواتف الذكية من الرسوم الجمركية، موضحًا أن هذا القرار يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي أطلقتها الإدارة الأمريكية في إطار حربها التجارية متعددة الجبهات، والتي أثارت قلق الأسواق العالمية.

الحرب التجارية تشعل الأسواق

وقال الدكتور إبراهيم فضلون في تصريح خاص لـ «القرار المصري»: «في الفترة الأخيرة، يكافح البيت الأبيض لتهدئة الأسواق العالمية بعد إطلاق حرب تجارية شاملة، وصولاً إلى قرار إعفاء الهواتف الذكية والحواسيب من الرسوم الجمركية الإضافية على المنتجات المستوردة من الصين، والتي كانت قد وصلت إلى 125%، بعدما كانت الرسوم الجمركية الأصلية قد ارتفعت بنسبة 145%.»

إعفاء الهواتف والحواسيب

وأوضح أن هذا الإعفاء من شأنه أن يخفف من تأثير التكلفة على المستهلكين الأمريكيين، كما يقلل من اضطراب سلاسل التوريد العالمية، خاصة في قطاع التكنولوجيا.

أشباه الموصلات خارج دائرة الرسوم

ولفت إلى أن أشباه الموصلات كانت مستثناة من هذه التعرفة الجمركية أصلًا، وكذلك من الرسم الإضافي البالغ 10% المفروض على معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

شركات كبرى تستفيد

وتابع: «الإجراءات المضادة من الصين، والتي تمثلت في تحركات رسمية لحماية مصالحها وحقوقها أمام منظمة التجارة العالمية، دفعت أمريكا لتقديم بعض الاستثناءات، وهو ما أثار ارتياحًا واضحًا في قطاع التكنولوجيا، وأدى إلى توقعات بارتفاع أسهم شركات كبرى مثل أبل وإنفيديا ومايكروسوفت.»

إعفاء مؤقت بانتظار مراجعة الأمن القومي الأمريكي

وأشار فضلون إلى أن هذه التغييرات جاءت بعد أسبوع من الاضطرابات في الأسواق الأمريكية، بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترامب في «يوم التحرير» في الثاني من أبريل، مما تسبب في تراجع بسوق الأسهم وهروب المستثمرين.

واستدرك: «رغم هذا الإعفاء، إلا أن كبار مسؤولي إدارة ترامب أكدوا أن القرار مؤقت، وهو جزء من خطة لمراجعة الأبعاد الأمنية القومية المرتبطة باستيراد أشباه الموصلات، على أن تدخل التعريفات الجديدة حيّز التنفيذ بعد انتهاء المراجعة، والتي قد تستغرق شهرًا أو شهرين، وفقًا لما أعلنه وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك.»

أبل تستفيد رغم خطط نقل التصنيع من الصين إلى الهند

وأضاف الخبير الاقتصادي أن شركات التكنولوجيا العالمية، وفي مقدمتها شركة أبل، رحّبت بهذا الإعفاء، خاصة أن 80% من هواتف آيفون لا تزال تُصنّع في الصين، رغم توجه الشركة مؤخرًا نحو تنويع الإنتاج ونقله إلى الهند.

انخفاض مرتقب في أسعار الإلكترونيات

وعلى المستوى العالمي، توقع فضلون أن يؤدي القرار إلى انخفاض محتمل في أسعار الأجهزة الإلكترونية بنسبة تتراوح من 5 إلى 10%، تحسن هوامش الربح لدى الشركات المصنعة، زيادة في حجم المبيعات خلال الربع الثاني من 2025، وتحفيز الابتكار في قطاع أشباه الموصلات.

الأسواق العربية تستعد لعروض وموديلات جديدة

أما عن التأثير عربيًا، فرأى فضلون أن القرار رغم كونه موجّهًا للسوق الأمريكي، إلا أن له انعكاسات غير مباشرة على الأسواق العربية، منها انخفاض أسعار الأجهزة المستوردة من أمريكا، زيادة المنافسة بين الموردين، ظهور عروض ترويجية جديدة من الشركات المصنعة، تحسن في توافر بعض موديلات الهواتف النادرة.

رسوم جمركية تصل إلى 38.5%

وفيما يتعلق بالسوق المصري، قال فضلون إن التأثير سيعتمد على السياسات المحلية ومدى ارتباطها بالتجارة العالمية، موضحًا: «إذا استمرت التوترات بين الدول الكبرى كالصين وأمريكا، قد ترتفع الأسعار العالمية، مما ينعكس على السوق المصري، لكن الإعفاءات الحالية قد تخفف من هذه الضغوط.»

وأشار إلى أن الرسوم الجمركية في مصر تصل إلى حوالي 38.5% من قيمة الجهاز، وهو قرار يهدف إلى تقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة وتشجيع الصناعة المحلية، ما قد يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاقتصاد، إلا أنه قد يدفع بعض المستهلكين إلى الاتجاه نحو شراء الأجهزة المستعملة أو المنتجات المحلية ذات الأسعار التنافسية.

نصائح للمستهلك قبل الشراء

كما نوه فضلون إلى وجود تطبيق إلكتروني يُدعى «تليفوني»، يُسهل على المستخدمين تسجيل أجهزتهم ودفع الرسوم الجمركية بسهولة.

وقدم الخبير الاقتصادي نصائحه للمستهلكين المصريين عند شراء الأجهزة الإلكترونية الجديدة خلال الفترة المقبلة، داعيًا إلى مراقبة الأسعار خلال الأسابيع القادمة، مقارنة الأسعار بين المتاجر المختلفة، الانتظار قليلاً للاستفادة من العروض الترويجية، التحقق من بلد المنشأ للاستفادة من أي إعفاءات أو تخفيضات محتملة.

الرابط المختصر
آخر الأخبار