مصر تطلق النسخة الثانية من استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي وتستهدف تمكين 36% من المواطنين خلال 5 سنوات
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر أطلقت الإصدار الثاني من استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي، وذلك استكمالًا للنجاحات التي تحققت منذ إطلاق الإصدار الأول في عام 2021.
وأوضح الوزير أن الاستراتيجية الجديدة تعكس رؤية الدولة بأهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع وتمكين الكفاءات ودعم التنمية الشاملة.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور طلعت في جلسة رفيعة المستوى ضمن فعاليات قمة Machines Can See 2025، المنعقدة في دبي في إطار أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي.
وتناولت الجلسة دور الذكاء الاصطناعي في جذب المواهب المتميزة وكيف يمكن لعمليات تطوير الذكاء الاصطناعي أن تساهم في الحد من هجرة العقول واستقطاب الكفاءات العالمية.
تطوير مبتكر
أشار الدكتور طلعت إلى أن الإصدار الأول من الاستراتيجية أثمر عن تحقيق عدة إنجازات على مختلف الأصعدة، بما في ذلك بناء الكوادر المتخصصة وتطوير تطبيقات مبتكرة في عدد من القطاعات، مما ساهم في تحسن ترتيب مصر 46 مركزًا في مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي العالمي الصادر عن مؤسسة أكسفورد إنسايت، لتصل إلى المرتبة 65 من بين 188 دولة في عام 2024.
تتدريبات مجانية
وفي سياق متصل، أوضح الوزير أن برامج تنمية القدرات المقدمة كمنح تدريبية مجانية شهدت توسعًا كبيرًا لتشمل جميع الفئات العمرية، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص والجامعات المرموقة.
ونتيجة لذلك، تضاعفت هذه البرامج أكثر من 25 مرة لتستهدف تدريب 500 ألف متدرب سنويًا، في إطار خطة طموحة تهدف إلى بناء قاعدة عريضة من المهارات الرقمية والمتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد الدكتور طلعت أن مصر تتبنى نهجًا شاملًا في بناء القدرات بمجال الذكاء الاصطناعي، بدءًا من تطوير المناهج الدراسية في المدارس، مرورًا بإنشاء كليات الذكاء الاصطناعي المتخصصة في الجامعات، وصولًا إلى تقديم منح الماجستير المهني المتخصصة في هذا المجال.
منظومة متكاملة للشباب
وأضاف أنه تم إنشاء 23 مركز إبداع مصر الرقمية التي توفر منظومة متكاملة للشباب لاكتساب المهارات وتحفيز الابتكار التكنولوجي وتطوير الحلول الرقمية.
لفت الوزير إلى إنشاء مركز الابتكار التطبيقي الذي يتعاون مع المجتمع الأكاديمي والصناعة لتطوير حلول مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المجتمعية في قطاعات حيوية مثل الصحة والزراعة.
أشار إلى إطلاق الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول عام 2023، والذي يتضمن مجموعة من القيم والمبادئ لضمان استخدام مسؤول وأخلاقي للذكاء الاصطناعي.
وأشاد الدكتور طلعت بالدور الفاعل لمصر في صياغة الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى دورها الريادي في تطوير الاستراتيجية القارية الأفريقية ومشاركتها في إعداد أطر أخلاقية بالتعاون مع اليونسكو ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وفي ختام حديثه، أكد الدكتور عمرو طلعت أن أحد المحاور الرئيسية في الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي هو تمكين 36% من المواطنين من استخدام أدوات وخدمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال 5 سنوات مقبلة.
وأضاف أن تحقيق هذا الهدف يعتمد بشكل أساسي على تطوير تطبيقات تمس حياة المواطن بشكل مباشر، مثل التطبيقات المعنية بالرعاية الصحية والزراعة، مشيرًا إلى أن اللغة تُعد أحد العوامل الرئيسية في تحقيق هذا الهدف، حيث تستثمر الدولة بشكل كبير في تقنيات معالجة اللغات الطبيعية باللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية لضمان سهولة الاستخدام والوصول إلى هذه التقنيات.