استبعد بيير أوليفييه غورينشا، كبير الاقتصاديين ومدير إدارة البحوث بصندوق النقد الدولي، أن تكون الولايات المتحدة تتعمد الضغط على الدولار، مؤكدًا أن ما يحدث حاليًا هو جزء من عملية إعادة توازن في الأسواق العالمية بعد موجة تدفقات قوية نحو الأصول الأميركية خلال السنوات الماضية.
فرض الرسوم وصعود للدولار
وفي مقابلة مع «العربية بزنس»، أوضح غورينشا أن فرض الرسوم الجمركية من جانب واشنطن عادةً ما يصاحبه صعود في قيمة الدولار، كما حدث عام 2018، لكن تراجع التوقعات الاقتصادية في ذلك الوقت تسبب في تعديل توجهات المستثمرين العالميين.
وأشار إلى أن أسواق المال شهدت مؤخرًا توجهًا متزايدًا نحو تقليص الانكشاف على الأصول المقومة بالدولار، خاصة بعد فترة طويلة من الحماسة تجاه قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ما أسفر عن انخفاض العملة الأميركية وإعادة تقييم للأصول الأميركية بشكل عام.
التضخم الأمريكي
وحول اتجاهات التضخم في الولايات المتحدة، أكد غورينشا أن مسار التراجع لا يزال مستمرًا، لكنه لن يتحقق بالسرعة التي كانت متوقعة في بداية العام، مشيرًا إلى أن مستهدف 2% لن يتحقق قبل نهاية 2026.
ورغم رفع التقديرات إلى 3% للعام الجاري، فإن صندوق النقد لا يزال يتوقع أن يصل معدل التضخم إلى 2.5% في 2026، بما يعني أن موجة خفض الأسعار مستمرة، وإن تأخرت قليلًا.
خفض الفائدة وارد
وبحسب غورينشا، فإن السيناريو المرجعي لصندوق النقد لا يزال يتضمن خفضين محتملين لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي خلال 2025.
وشدد على ضرورة مراقبة تطورات الأسواق عن كثب، خاصة في ظل حالة القلق من عودة الضغوط التضخمية.
وأضاف أن تجربة التضخم المرتفع التي شهدتها الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين جعلت الأسواق أكثر حساسية تجاه تحركات الأسعار، وهو ما يتطلب من الفيدرالي التعامل بيقظة مع أي تغير في التوقعات.
السياسة النقدية
ولفت إلى أن السياسة النقدية لا تزال في وضع انكماشي، حيث أن أسعار الفائدة الحالية تفوق المعدل الحيادي، وهو ما يعزز فرص كبح التضخم تدريجيًا خلال الشهور المقبلة.