صندوق النقد الدولي يدعو لإنشاء ممرات استراتيجية للتجارة والاستثمار في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا

حثّ جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، على إنشاء ممرات استراتيجية للتجارة والاستثمار بين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومناطق أخرى في أفريقيا وآسيا، وذلك خلال الاجتماعات السنوية التي عقدت في واشنطن العاصمة.

وأوضح أزعور في مؤتمر صحفي على هامش الاجتماعات أن التأثيرات المباشرة للرسوم الجمركية الأميركية ستكون محدودة على دول المنطقة نظراً لانكشافها التجاري المحدود مع الولايات المتحدة والإعفاءات الممنوحة لمنتجات الطاقة. لكنه أشار إلى أن التداعيات غير المباشرة ستكون أكبر من خلال ضعف النمو العالمي، مما قد يؤثر سلباً على الأوضاع المالية للدول المصدرة للنفط مع انخفاض الأسعار.

وكان صندوق النقد الدولي قد خفض توقعاته للنمو العالمي للعامين الحالي والمقبل بسبب رفع الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة والإجراءات المضادة من شركائها التجاريين.

وفي سياق متصل، أكد صندوق النقد الدولي التزامه بدعم الاقتصادات المتضررة من الصراعات في المنطقة، وكشف عن إنشاء مجموعة تنسيق غير رسمية بالتعاون مع البنك الدولي وشركائه الإقليميين لدعم التعافي في هذه الدول من خلال بناء القدرات وتقديم التوجيه في مجال السياسات والمساعدة المالية.

تعزيز العلاقات الاقتصادية

ويرى أزعور أن موقع منطقة الشرق الأوسط كنقطة وصل بين الشرق والغرب يمنحها فرصاً عديدة، لكن الاستفادة من هذه الفرص تتطلب تعزيز العلاقات الاقتصادية والروابط التجارية مع المناطق المجاورة وداخل المنطقة نفسها.

توقعات صندوق النقد الدولي

وعلى الرغم من التحديات وحالة عدم اليقين العالية، يتوقع صندوق النقد الدولي انتعاش النمو في المنطقة في عامي 2025 و2026، بافتراض انتعاش أسعار النفط واستقرار الأوضاع المرتبطة بالنزاعات وإحراز تقدم في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية. ومع ذلك، فقد تم تخفيض التوقعات مقارنة بتوقعات أكتوبر 2024، مما يعكس تأثير ضعف النمو العالمي.

وحث أزعور دول المنطقة على التركيز على إدارة عدم الاستقرار على المدى القصير واغتنام الفرصة لدفع عجلة الإصلاحات الهيكلية على المدى الطويل، مشدداً على ضرورة التكيف مع البيئة الجديدة وحماية الاقتصادات من أسوأ السيناريوهات وإعطاء الأولوية للاستقرار الاقتصادي الكلي والمالي.

وأشار إلى أن المنطقة تواجه عدة مخاطر رئيسية، بما في ذلك انخفاض الطلب العالمي نتيجة تصاعد الحرب التجارية، والصراعات الجيوسياسية، والصدمات المناخية، وانخفاض المساعدات الإنمائية الرسمية، محذراً من أن هذه المخاطر قد تؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي والأوضاع الإنسانية في الاقتصادات منخفضة الدخل والمتأثرة بالصراعات.

واختتم أزعور حديثه بالتأكيد على أن إنشاء ممرات استراتيجية للتجارة والاستثمار مع مناطق أخرى مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا وداخل المنطقة نفسها يمكن أن يساهم في التخفيف من التعرض لعدم اليقين الخارجي.

 

الرابط المختصر
آخر الأخبار