أظهرت بيانات حديثة صادرة عن الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات (ACEA) انخفاضًا ملحوظًا في مبيعات شركة السيارات الأمريكية الكهربائية “تسلا” في السوق الأوروبية خلال شهر مارس.
ووفقًا للبيانات، تراجعت مبيعات تسلا بنسبة 28.2٪ مقارنة بشهر مارس من العام الماضي، وذلك على الرغم من النمو القوي الذي شهده إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات في أوروبا بنسبة 23.6٪ خلال نفس الفترة.
وتشير البيانات إلى أن إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في أوروبا قد ارتفع بنسبة طفيفة بلغت 2.8٪ في مارس، مدعومًا بشكل أساسي بالزيادات الكبيرة في المبيعات في كل من بريطانيا وإسبانيا. وقد ساهمت الزيادة في مبيعات السيارات الكهربائية في تعويض الانخفاض في مبيعات سيارات البنزين والديزل التقليدية.
ويأتي هذا الانخفاض في مبيعات تسلا للشهر الثالث على التوالي في أوروبا، مما يضيف إلى المؤشرات التي تفيد بأن المستهلكين الأوروبيين قد يكونون يتحولون عن العلامة التجارية التي يقودها إيلون ماسك. ويُعزى هذا التراجع جزئيًا إلى المنافسة المتزايدة من الشركات الصينية المصنعة للسيارات الكهربائية، بالإضافة إلى تردد البعض في دعم العلامة التجارية بسبب آراء ماسك السياسية المثيرة للجدل.
المنافسة الصينية
وفي سياق متصل، تواجه شركات صناعة السيارات الأوروبية تحديات متزايدة في مواجهة المنافسة القادمة من الصين، بالإضافة إلى سعيها لخفض التكاليف التشغيلية المرتفعة في الأسواق المحلية.
وتزيد التحديات تعقيدًا بسبب الآثار المحتملة للتعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بنسبة 25٪ على واردات السيارات، مما يلقي بظلال من عدم اليقين على مستقبل هذه الصناعة.
كما أن الضرائب الاستيرادية الكبيرة التي فرضها ترامب على الواردات الصينية، والتعريفات الانتقامية التي اتخذتها بكين ردًا على ذلك، قد دفعت توقعات النمو الاقتصادي العالمي نحو الانخفاض، مما يزيد من المخاطر التي تواجه شركات صناعة السيارات على مستوى العالم.
فولكس فاجن و رينو تحققان مكاسب
وعلى صعيد المبيعات الإجمالية، أظهرت بيانات الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات أن مبيعات شهر مارس في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ورابطة التجارة الحرة الأوروبية قد ارتفعت إلى 1.42 مليون سيارة، وذلك بعد شهرين من الانخفاض المتتالي.
وقد سجلت كل من فولكس فاجن ورينو ارتفاعًا في مبيعاتهما بنسبة 10.3٪ و 13.0٪ على التوالي، بينما شهدت مجموعة ستيلانتس انخفاضًا بنسبة 5.9٪ في مبيعاتها.
أما بالنسبة لتسلا، فقد انخفضت حصتها السوقية في أوروبا إلى 2٪ في مارس، مقارنة بـ 2.9٪ في نفس الشهر من العام الماضي. ويبقى أن نرى كيف سترد الشركة الأمريكية على هذه التحديات المتزايدة في السوق الأوروبية خلال الأشهر المقبلة.