725 ألف وحدة سكنية.. مصر تشارك بتجربتها الرائدة في الإسكان الاجتماعي بمؤتمر الابتكار بالبحرين
شاركت مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، في فعاليات مؤتمر «الابتكار في قطاع السكن الاجتماعي» الذي عقد في مملكة البحرين خلال الفترة من 23 إلى 25 أبريل 2025.
وقد جاءت بدعوة كريمة من آمنة بنت أحمد الرميحي، وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني بمملكة البحرين، وذلك تحت رعاية الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء.
وخلال المؤتمر الذي أقيم تحت شعار الاحتياجات المجتمعية كمحرك لتطوير السكن الاجتماعي، قدمت مي عبد الحميد عرضًا منفردًا استعرضت خلاله التجربة المصرية الملهمة في توفير السكن الملائم للمواطنين منخفضي الدخل، شاركت في جلسة حوارية تفاعلية أجابت خلالها على استفسارات الحضور حول التجربة المصرية.
وقد حضر كلمتها عدد من كبار المسؤولين، من بينهم آمنة بنت أحمد، وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني البحرينية، عبد الله طالب، المدير العام لبنك الإسكان البحريني، بالإضافة إلى مسؤولين من دول الخليج العربي، وخالد عباس، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية.
توجه نحو الاستدامة
استعرضت مي عبد الحميد النجاح الكبير الذي حققه برنامج الإسكان الاجتماعي في مصر، حيث تم الانتهاء من تنفيذ 725 ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل و33 ألف وحدة لمتوسطي الدخل، مما ساهم في توفير السكن اللائق لأكثر من 3 ملايين مواطن. وأشارت إلى أن هذا الإنجاز تحقق من خلال آليات تمويلية مبتكرة وتوفير الدعم النقدي للفئات المستهدفة.
وأكدت على الأهمية التي يوليها الصندوق لقياس الأثر الاجتماعي للمشروعات، من خلال تقييم جودة الحياة للسكان وتوفير وحدات سكنية قريبة من أماكن العمل والخدمات الحيوية. كما أوضحت أن الصندوق يتبنى نهجًا تشاركيًا يضمن إشراك المواطنين في تقييم جودة التنفيذ وتلقي شكواهم وملاحظاتهم.
وفي سياق متصل، أشارت إلى أن البرنامج ساهم في الحد من السكن العشوائي بنسبة 85%، وأن 85% من الوحدات المنفذة ضمن مبادرة “سكن لكل المصريين” كانت في المدن الجديدة.
التحسين المستمر
أوضحت الرئيس التنفيذي أن منظومة الشكاوى بالصندوق استقبلت وتعاملت مع أكثر من 117 ألف شكوى واستفسار خلال عام 2024، مؤكدة حرص الصندوق على حصول كل مواطن على حقه والاستفادة من هذه البيانات في تحسين الخدمات. كما أشارت إلى أن مركز الاتصالات تلقى 13 مليون مكالمة منذ عام 2015.
شراكات فاعلة
أكدت مي عبد الحميد أن الصندوق يعتمد على شراكات فعالة مع المحافظات ومنظمات المجتمع المدني لتوجيه تصميم المشروعات وفقًا لاحتياجات كل منطقة، والتعاون مع جهات محلية ودولية لتوفير خدمات متكاملة.
وفي خطوة نحو الاستدامة، كشفت عن هدف الصندوق لبناء 55 ألف وحدة سكنية خضراء بحلول عام 2028، والتي تساهم في ترشيد استهلاك المياه والكهرباء وخفض الانبعاثات الكربونية والمخلفات الصلبة. وقد حصل الصندوق بالفعل على اعتماد نظام تصنيف الهرم الأخضر لـ 25,494 وحدة سكنية ويسعى للحصول على شهادات اعتماد دولية أخرى.
مصر نموذج رائد
في ختام كلمتها، أكدت مي عبد الحميد على أهمية تبادل الخبرات الإقليمية، مشيرة إلى أن التجربة المصرية في الإسكان الاجتماعي أصبحت نموذجًا يُحتذى به في تحقيق العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية والتمكين الاقتصادي.
وعقب كلمتها، شاركت في جلسة حوارية أجابت خلالها على استفسارات المسؤولين من مختلف الدول، مؤكدة استعداد مصر لنقل تجربتها الرائدة في توفير السكن الملائم للجميع.
يذكر أن مؤتمر الابتكار في قطاع السكن الاجتماعي شهد مشاركة واسعة من الوزراء والمسؤولين والخبراء من مختلف دول العالم، وتضمن جلسات حول التصاميم والتقنيات المبتكرة، والفرص الاستثمارية، وإدماج الاحتياجات المجتمعية، وتعزيز الآليات القانونية، والاستغلال الذكي للأراضي. وقد تم تكريم مي عبد الحميد في نهاية المؤتمر لمساهمتها الفعالة في نقل التجربة المصرية.