خبير اقتصادي لـ «القرار المصري»: صناديق الذهب أكثر كفاءة وأمانًا من الذهب المادي في سوق الاستثمار المصري (حوار)

خبير اقتصادي لـ «القرار المصري»: الاستثمار في صناديق الذهب خيار ذكي في ظل التقلبات الاقتصادية

في إطار تزايد الاهتمام بالاستثمار في الذهب، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والمحلية، حاورت «القرار المصري» الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير الاقتصادي؛ لنتعرف على أهمية صناديق الاستثمار في الذهب، والفروق بينها وبين طرق اقتناء الذهب التقليدية.

نص الحوار:

س: لماذا لا يزال الذهب يُعد فئة أصول جذابة في 2025 رغم كل التقلبات الاقتصادية؟

أوضح الدكتور إبراهيم جلال فضلون، أن الذهب كان وما زال من أقدم الأصول التي تم استخدامها كوسيلة للتبادل ومخزن للثروة، وفي ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والمحلية خلال عام 2025، التي جاءت امتدادًا لما شهده عام 2024، يظل الذهب خيارًا استثماريًا آمنًا للأفراد والمؤسسات.

وتابع: الاستثمار فيه، خصوصًا من خلال الصناديق الاستثمارية، بات يحظى باهتمام متزايد بفضل ما توفره هذه الصناديق من مزايا مثل سهولة التداول وتقليل تكاليف الحيازة.

س: ما الذي يميز صناديق الاستثمار في الذهب عن اقتناء الذهب المادي؟

ذكر إبراهيم جلال، أن صناديق الاستثمار في الذهب، سواء كانت صناديق تقليدية أو صناديق مؤشرات (ETFs)، تتيح للمستثمرين المشاركة في سوق الذهب دون الحاجة لتحمل أعباء التخزين أو التأمين.

وأكمل: في المقابل، يتطلب اقتناء الذهب المادي وجود مكان آمن للتخزين وتحمل تكاليف إضافية، الصناديق تُسهم في زيادة السيولة وإمكانية الدخول للسوق بمبالغ بسيطة من خلال التطبيقات الرقمية.

س: هل هناك إقبال فعلي على هذه الصناديق في مصر؟

أجاب فضلون، قائلاً: «بالفعل، هناك نمو ملحوظ في الإقبال على صناديق الذهب في مصر. بين مايو 2023 وأبريل 2024، تجاوز عدد مشتركي الصناديق الذهبية في مصر 110 ألف مستثمر، ويُعزى هذا الإقبال إلى سهولة الاستثمار الرقمي، وارتفاع السيولة، بالإضافة إلى النظرة إلى الذهب كأصل آمن ضد التضخم.»

س: كيف نُفرّق بين صناديق الذهب وباقي الصناديق المتداولة من حيث العائد والمخاطر؟

أوضح، أن الفارق الرئيسي يكمن في نوع الأصل المتتبع. صناديق الذهب تتابع سعر الذهب، الذي يُعد مستقرًا نسبيًا مقارنة بالأسهم والسندات.

وأردف: العائد طويل الأجل لصناديق الذهب يتراوح بين 10% و12%، بينما قد تشهد صناديق الأسهم تقلبات تتجاوز 20–30%.

وأضاف أن الذهب لا يتأثر بشكل مباشر بأداء الشركات أو نتائجها المالية، مما يقلل من مخاطره نسبيًا.

س: ما أبرز العوامل التي تدعم صناديق الذهب حاليًا في السوق المصري؟

قال الخبير الاقتصادي، إن هناك ثلاثة عوامل أساسية تدعم صناديق الذهب في السوق المصري:

1. الرقابة والتنظيم: وجود أطر تشريعية تُعزز الشفافية وتزيد ثقة المستثمرين.

2. سهولة التداول: التطبيقات الرقمية تتيح الاستثمار بمبالغ صغيرة، مما يشجع فئات أكبر على الدخول للسوق.

3. الوضع الاقتصادي الداخلي: مع ارتفاع معدلات التضخم وضعف العملة، يتجه المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن.

س: وهل يمكن فعلاً اعتبار الذهب وسيلة تحوّط فعالة ضد التضخم؟

أكد، أن الذهب يُعد وسيلة فعالة للتحوط ضد التضخم. في أوقات ارتفاع التضخم، عادةً ما ترتفع أسعار الذهب بنسبة تتراوح بين 15% إلى 20%، وهو ما يساهم في حماية القيمة الشرائية للأموال.

وأضاف أن الذهب لا يتأثر بأسعار الفائدة بنفس درجة الأدوات الأخرى، رغم أن زيادات الفائدة قد تؤثر على جاذبيته مؤقتًا.

س: ما الفئات الأنسب للاستثمار في صناديق الذهب؟

قال، إن صناديق الذهب تناسب فئات متعددة، بدءًا من صغار المستثمرين حتى المؤسسات المالية؛ لأنها مرنة ولا تتطلب رؤوس أموال ضخمة، كما أن سيولتها العالية تجعلها خيارًا مثاليًا لمن يبحثون عن وسيلة تحوط من المخاطر دون الدخول في التزامات طويلة الأجل.

س: ما التحديات التي تواجه هذه الصناديق حاليًا في السوق المصري؟

أوضح الدكتور جلال أن أبرز التحديات التي تواجه صناديق الذهب في السوق المصري تتمثل في:

1- قلة التوعية المالية: ما زال البعض يفتقر إلى المعرفة الكافية بأدوات الاستثمار الرقمية.

2- التشريعات المتغيرة: الإطار التنظيمي يحتاج لتحديث مستمر لمواكبة التغيرات التكنولوجية.

3- العادات التقليدية: هناك فئات تفضل شراء الذهب المادي لأسباب ثقافية وشخصية.

وللتغلب على هذه التحديات، أوصى الدكتور جلال بضرورة دعم حملات التوعية، تخفيض الرسوم الإدارية، وتحديث اللوائح بما يتماشى مع التطور الرقمي.

س: كيف تتوقعون مستقبل صناديق الذهب خلال السنوات القادمة؟

توقع، أن تشهد صناديق الذهب نموًا سنويًا يتراوح بين 10% و12%، خاصة مع استمرار عدم استقرار الأسواق العالمية، ومع تطور التطبيقات الرقمية وانتشارها، من المرجح أن نشهد توسعًا أكبر في قاعدة المستثمرين، خصوصًا في الدول النامية مثل مصر.

س: ما النصائح التي يمكن تقديمها للمستثمرين الجدد؟

نصح فضلون المستثمرين الجدد بما يلي:

  • البدء بمبالغ صغيرة: لاختبار السوق دون مخاطرة عالية.
  • تنويع المحفظة: وعدم الاعتماد فقط على الذهب.
  • اختيار صناديق ذات شفافية: ومتابعة أدائها الدوري.
  • استشارة متخصص مالي: لفهم السوق والمخاطر.
  • البقاء على اطلاع دائم: بكل التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية التي قد تؤثر على السوق.

س: كلمة أخيرة للمهتمين بالاستثمار في الذهب؟

اختتم إبراهيم جلال، حديثه قائلاً: «الذهب عبر الصناديق الاستثمارية لم يعد مجرد وسيلة تحوّط، بل أصبح خيارًا استثماريًا ذكيًا يجمع بين الأمان، السيولة، وسهولة التداول، ومع تنامي الاضطرابات الاقتصادية، فإن امتلاك جزء من المحفظة مستثمر في الذهب قد يكون خطوة استراتيجية لحماية الثروة وتقليل المخاطر.»

الرابط المختصر
آخر الأخبار