شهدت الروبية الهندية تراجعًا حادًا مسجلة أسوأ أداء يومي لها منذ شهر كامل. تأثرت العملة الهندية بشكل مباشر بالتصعيد الحاد في التوترات الجيوسياسية بين الهند وباكستان، وذلك بعد إعلان نيودلهي عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت تسعة مواقع داخل الأراضي الباكستانية.
ووصفت الهند هذه المواقع بأنها بنى تحتية إرهابية، بعضها مرتبط بالهجوم الذي استهدف سياحًا في كشمير الهندية في الشهر الماضي، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا.
رد باكستان العسكري
وردت باكستان على الضربات الجوية الهندية بإسقاط خمس طائرات مقاتلة هندية، في تطور يُعد من أخطر التصعيدات بين الجارتين النوويتين منذ أكثر من عشرين عامًا.
وعزز هذا التصعيد المخاوف من اندلاع نزاع واسع النطاق في المنطقة، مما انعكس بشكل ملحوظ على الأسواق المالية والاقتصادية في الهند.
الضغط على الروبية الهندية
وانخفضت الروبية الهندية بنسبة 0.5% لتغلق عند مستوى 84.8250 مقابل الدولار الأمريكي، وهو أسوأ أداء لها منذ التاسع من أبريل الماضي.
وجاء هذا الانخفاض في ظل تراجع عام في عملات الأسواق الآسيوية الأخرى، مما أدى إلى تزايد القلق بين المستثمرين حول الاستقرار المالي في المنطقة.
التأثيرات الاقتصادية والتجارية
وأثرت التوترات العسكرية على قطاع الطيران الهندي، حيث قامت العديد من شركات الطيران الكبرى، مثل «طيران الهند»، و«إنديغو»، و«سبايس جيت»، بإلغاء وتحويل رحلاتها لتأمين سلامة الركاب وسط المخاوف الأمنية المتزايدة.
وأُغلقت العديد من المطارات الرئيسية في شمال الهند، مثل جامو، وسريناغار، وليه، وأمريتسار، أو تقليص خدماتها بشكل كبير.
وأعلنت «طيران الهند» عن تعليق جميع رحلاتها من وإلى هذه المدن حتى الساعة 12 ظهرًا من يوم السابع من مايو، بينما حولت بعض الرحلات الدولية إلى مطار دلهي.
في الوقت ذاته، قررت شركة «إنديغو» إلغاء عدد من رحلاتها المحلية، مما تسبب في ارتباك واسع بين مئات المسافرين الذين اضطروا إلى تعديل خططهم في اللحظة الأخيرة، وسط أجواء من القلق وعدم اليقين بشأن استمرارية الحركة الجوية.
توقعات أسواق المال
وتوقع العديد من الخبراء في أسواق المال استمرار الضغط على الروبية الهندية في الفترة المقبلة، في ظل التصعيد السياسي والعسكري بين الهند وباكستان. قد يتدخل بنك الاحتياطي الهندي لتقليص التقلبات العنيفة في سوق العملة، في محاولة للحفاظ على استقرار الروبية وسط هذه الظروف غير المستقرة.
وذكر تقرير صادر عن بنك ميتسوبيشي يو إف جي المالية أن «الشهية للمخاطرة انخفضت جزئيًا بعد تنفيذ الهند للهجمات على باكستان قرب حدود كشمير، ومع الرد الباكستاني، يبقى خطر التصعيد مرتفعًا».
تذبذب البورصة الهندية
وأدى هذا الوضع إلى تذبذب ملحوظ في مؤشرات البورصة الهندية الرئيسية، مثل «بي إس إي سينسيكس» و«نيفتي 50»، التي شهدت تقلبات حادة قبل أن تغلق على ارتفاع طفيف.
وتراجعت العوائد على السندات الحكومية الهندية لأجل 10 سنوات، لتصل إلى 6.3381%، مما يعكس حالة القلق التي تسود الأسواق.
ترقب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
على صعيد آخر، تترقب الأسواق المالية قرار السياسة النقدية من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي من المتوقع أن يصدر في وقت لاحق اليوم.
ويترقب المستثمرون الإشارة من الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، حيث يتوقع العديد من المحللين أن يبقي البنك المركزي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير، في خطوة تهدف إلى دعم الاستقرار المالي وسط هذه التوترات العالمية.