مدبولي: نُؤسس لقاعدة صناعية عالمية على أرض مصرية.. والمطور الصناعي هو مفتاح النجاح

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن منطقة شرق بورسعيد المتكاملة تمثل واحدة من أهم نقاط التحول في ملف التنمية الاقتصادية بمصر، وذلك لما تحمله من إمكانات استثنائية تؤهلها لتكون مركزًا صناعيًا ولوجستيًا عالميًا.

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها من داخل مصنع “نيرك” لصناعات السكك الحديدية، في ختام جولة ميدانية موسعة شملت شرق وغرب بورسعيد، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين، في مقدمتهم الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والنقل.

عقد “موانئ أبوظبي”

تطرق رئيس الوزراء إلى الجدل الذي أثير مؤخرًا حول التعاقد مع شركة “موانئ أبوظبي” لتطوير منطقة صناعية بنظام المطور الصناعي، مؤكدًا أن هذا النموذج ليس جديدًا، وأنه مطبق بالفعل منذ سنوات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

حيث تم توقيع 14 عقدًا من نفس النوع مسبقًا، أغلبها في منطقة السخنة، وعقد وحيد في شرق بورسعيد، ليصبح عقد “موانئ أبوظبي” هو الثاني في هذه المنطقة والخامس عشر على مستوى المنطقة الاقتصادية ككل.

وأشار مدبولي إلى أن التعاقدات تتم وفقًا لقواعد واضحة، تضمن للدولة حق الإشراف وتحصيل العائدات، وفي الوقت ذاته تتيح للقطاع الخاص القيام بأدواره التنفيذية في تطوير الأراضي، ومد البنية التحتية، وبناء المصانع، وتشغيلها.

انطلاقة نحو توطين صناعة النقل

من داخل مصنع “نيرك”، أشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة تراهن على هذا الكيان الصناعي العملاق، لتوطين صناعة عربات السكك الحديدية داخل مصر.

وأوضح أن المصنع سيبدأ إنتاج أول عربة في يوليو المقبل، على أن يخرج أول قطار متكامل في العام الجديد، ويتم تخصيصه لمشروع مترو الإسكندرية.

وشدد على أن المشروع يمثل نقلة نوعية، حيث يدعم شبكة النقل العام ويقلل الاعتماد على الاستيراد، ويُسهم في خلق فرص عمل صناعية ذات طابع تكنولوجي متقدم.

تربة صعبة

كشف مدبولي أن الأرض في شرق بورسعيد كانت تُصنف ضمن الأراضي “السبخية” ذات التربة المالحة والرخوة، وكانت تشكل عائقًا كبيرًا أمام أعمال الإنشاء، حيث تغوص المعدات بمجرد وضعها على الأرض.

وأوضح أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لعبت دورًا محوريًا في معالجة التربة، وجعلها صالحة للبناء، ضمن خطة تأهيل متكاملة تطال كامل أراضي المنطقة، بما يفتح المجال أمام جذب الاستثمارات الصناعية والخدمية.

شراكة ناجحة للدولة والمستثمر

جدد رئيس الوزراء تأكيده على أن الدولة تتبع نموذج “المطور الصناعي” بوصفه الأسلوب الأسرع والأكثر فاعلية في تعمير الأراضي الصناعية، حيث يقوم المستثمر بتهيئة الأرض وتقسيمها وتجهيزها بالمرافق، ثم بناء المصانع وتشغيلها.

وأشار إلى أن هذه المنظومة تسرع من وتيرة التنمية وتوفر للدولة شريكًا موثوقًا يُحمل جزءًا كبيرًا من الأعباء الاستثمارية، ويضمن في المقابل تحصيل عوائد اقتصادية مستدامة.

شرق بورسعيد

وأشار مدبولي إلى أن فكرة تحويل المنطقة إلى مركز اقتصادي تعود إلى نحو 30 عامًا، لكن التنفيذ الحقيقي بدأ منذ عقد واحد فقط، عندما تحولت الخطط إلى مشروعات ملموسة على الأرض.

واليوم، تُعد شرق بورسعيد جزءًا رئيسيًا من مشروع تنموي قومي ضخم، يسعى لتحويل مصر إلى نقطة ارتكاز صناعية ولوجستية بين الشرق والغرب.

رسالة ثقة من الميدان

واختتم رئيس الوزراء تصريحاته بالتأكيد على أن وجوده اليوم في شرق بورسعيد لم يكن مجرد زيارة تفقدية، بل رسالة ثقة وشفافية، لشرح ما تم وما هو قادم، وللرد على التساؤلات من أرض الواقع، وليس عبر التصريحات فقط.

كما أعرب عن شكره لكافة الجهات المنفذة، داعيًا لمواصلة العمل بوتيرة متسارعة، لترجمة الطموحات الوطنية إلى إنجازات ملموسة.