كارثة زراعية في الغربية.. حريق يلتهم كتان 1000 فدان بقرية شبرا ملس ويخلّف خسائر

في مشهد مأساوي هزّ الوسط الزراعي بمحافظة الغربية، اندلع حريق ضخم بأحد مواقع تخزين الكتان في قرية شبرا ملس التابعة لمركز زفتى، التي تُعد من أكبر القرى المتخصصة في زراعة الكتان على مستوى الجمهورية، مما تسبب في خسائر مادية وبشرية فادحة، وسط حالة من الذهول والحزن بين المزارعين.

حريق الكتان في الغربية

وكانت غرفة عمليات النجدة بمحافظة الغربية قد تلقت بلاغًا عاجلًا يفيد باندلاع حريق في “شونة” كتان داخل إحدى الأراضي الزراعية المخصصة لتجميع المحصول بعد حصاده.

كارثة زراعية في الغربية

وفور تلقي البلاغ، تحركت قوات الحماية المدنية بسرعة إلى موقع الحادث، حيث تم الدفع بـ12 سيارة إطفاء، بالتعاون مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي التي وفّرت 10 سيارات دعم إضافي، بالإضافة إلى 3 فناطيس مياه ضخمة لمحاصرة ألسنة اللهب ومنع امتدادها إلى المناطق المجاورة.

خسائر جسيمة في محصول الكتان

وأفادت التقارير الأولية بأن الحريق التهم محصول كتان يُقدّر بنحو 1000 فدان، وذلك قبل نقله إلى مواقع التصنيع أو التسويق، ما يُنذر بتأثيرات سلبية على أسعار الكتان في السوق المحلي. وقدرت الخسائر المبدئية بأكثر من 5 ملايين جنيه، فضلًا عن نفوق 8 رؤوس ماشية كانت متواجدة بالقرب من موقع الحريق.

كما أسفر الحريق عن إصابة 17 شخصًا، بينهم حالات اختناق وجروح متفاوتة، وتم تقديم الإسعافات الأولية لهم في موقع الحادث، بينما تم نقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج اللازم.

جهود مكثفة للسيطرة والتحقيقات جارية

وتمكنت قوات الإطفاء من السيطرة على الحريق بعد ساعات من الجهود المتواصلة، ومنع امتداده إلى الأراضي الزراعية المجاورة أو منازل المواطنين.

وقد حررت الجهات المعنية محضرًا بالواقعة، وتم فتح تحقيق موسع للوقوف على أسباب الحريق، وما إذا كان ناتجًا عن ماس كهربائي، أو بفعل فاعل.

حريق الكتان في الغربية
حريق الكتان في الغربية

قرية شبرا ملس

ويُعد الحريق ضربة موجعة لأهالي قرية شبرا ملس، التي تعتمد بشكل رئيسي على زراعة الكتان كمصدر دخل أساسي، خاصة وأن موسم جمع المحصول كان في ذروته، حيث يتم تخزين الكميات في “الشون” تمهيدًا لبيعها للمصانع أو تصديرها.

وطالب المزارعون المتضررون بسرعة صرف تعويضات عادلة لهم عن الخسائر التي تكبدوها، فضلًا عن وضع آليات أكثر أمانًا لتخزين المحاصيل الزراعية، وتفعيل خطط الطوارئ والاستجابة السريعة لمثل هذه الكوارث.

الجهات الرسمية تتحرك

من جانبها، أعلنت محافظة الغربية متابعتها للحادث عن كثب، ووجهت بتقديم كل أوجه الدعم للمتضررين، مع التشديد على مراجعة اشتراطات الأمان والسلامة في أماكن تخزين المحاصيل داخل القرية، التي تُعد واحدة من ركائز زراعة الكتان في مصر.

ولا تزال التحقيقات جارية للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات، فيما يستمر الأهالي في محاولة احتواء آثار الكارثة، واستيعاب حجم الخسارة التي لحقت بأحد أهم المحاصيل الاستراتيجية في المنطقة.

الرابط المختصر
آخر الأخبار