جدّدت مصر وتايلاند التزامهما بشراكتهما الدبلوماسية طويلة الأمد، واتفق الجانبان على تعميق التعاون الاستراتيجي في عدد من المجالات الحيوية، في الجولة السابعة من المشاورات السياسية التي استضافتها القاهرة.
مشاورات سياسية
ووفقًا لما أكده نائب وزير الخارجية التايلاندي، روس جاليتشاندرا، في تصريحات ل «بيزنس توداي مصر»، أن العلاقات السياسية بين البلدين راسخة، لكن التركيز الحالي منصب على التعاون الاقتصادي، لا سيما في مجالات التجارة، والاستثمار، والطاقة الخضراء، والأمن الغذائي.
وأشار جاليتشاندرا إلى اهتمامه الكبير بالتعاون السياحي، وأبدى إعجابه الشديد بمتحف الحضارة، وسقارة، والمتحف المصري الكبير خلال زيارته الثالثة لمصر، والتي سبقتها زيارة في عام 2024.
و أعلن عن خطط لعقد اجتماع اللجنة المشتركة لاحقًا هذا العام، والانتهاء من مذكرات تفاهم معلقة، مع تعزيز التعاون الأمني، والتعليمي، والثقافي خلال زيارة مرتقبة لوزير الخارجية المصري إلى تايلاند.
لجنة التجارة
وفيما يتعلق بالاتفاقية الموقعة في ديسمبر 2024 لإطلاق لجنة تجارة مشتركة، أكد نائب الوزير أن تايلاند اقترحت أن تستضيف مصر الاجتماع الأول خلال هذا العام.
وسيكون الاجتماع فرصة لمعالجة اختلال الميزان التجاري وتوسيع مجالات التعاون، بحضور وزير التجارة التايلاندي.
استثمار في القناة
وأعرب جاليتشاندرا عن اهتمام بلاده بالاستثمار في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدًا أن القناة تمثل منصة استراتيجية لربط جنوب شرق آسيا بأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، بما يفتح آفاقًا تجارية غير محدودة.
صناعة ونسيج
وأوضح جاليتشاندرا أن إحدى الشركات التايلاندية بدأت بالفعل بناء مصنع للملابس في منطقة قناة السويس الاقتصادية، وسيوفر المصنع نحو 2000 فرصة عمل للمصريين.
وأضاف أن نجاح هذا المشروع قد يشجع شركات تايلاندية أخرى في مجالات مثل الإلكترونيات والصناعات الدوائية على دخول السوق المصري.
طاقة نظيفة
وفي قطاع الطاقة، أكد المسؤول التايلاندي رغبة بلاده في التعاون مع مصر في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن الحكومة التايلاندية تضع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في صميم سياساتها.
سياحة وتعليم
وأشاد جاليتشاندرا بجاذبية مصر كوجهة سياحية للتايلانديين، وأكد أهمية العمل المشترك لزيادة عدد الزوار وتطوير الكوادر السياحية.
وأشار إلى استعداد وكالة التعاون التايلاندية لتقديم برامج تدريبية لمصر في هذا المجال، مع إمكانية إطلاق برامج تبادل وبناء قدرات.
وأكد أيضًا اهتمام بلاده بالاستفادة من خبرة مصر في تمكين المرأة، لافتًا إلى أن بلاده تدعو سنويًا نحو 45 مسؤولًا مصريًا للمشاركة في برامج التنمية المستدامة.
تعليم وتبادل ثقافي
فيما يخص التعليم، ثمّن جاليتشاندرا دعم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لطلاب تايلاند الدارسين في مصر، والذين يتجاوز عددهم 3000 طالب.
وأشار إلى زيارة الإمام لتايلاند في 2024، والتي وصفها بالناجحة، مقترحًا إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية في تايلاند لخدمة جميع المواطنين، خصوصًا الدبلوماسيين.
منتدى الأعمال
وكشف عن جهود السفيرة المصرية في بانكوك، هالة يوسف، لإحياء مجلس الأعمال المصري–التايلاندي، واقترح أن يصاحب وزير الخارجية المصري وفدًا من رجال الأعمال خلال زيارته المقبلة، لتعزيز التعاون بين القطاعين الخاص في البلدين.