في خطوة تُعيد أحد أبرز رجال الصناعة إلى الواجهة الإقليمية، انتخبت الجمعية العامة ومجلس إدارة الاتحاد العربي للحديد والصلب، خلال دورتها المنعقدة في نواكشوط عاصمة موريتانيا، المهندس أحمد عز رئيسًا للاتحاد، متفوقًا على مرشح الشركة الكويتية للحديد والصلب.
ويُعد هذا الانتخاب بمثابة عودة رسمية لعز إلى رئاسة الاتحاد بعد غياب دام أكثر من 13 عامًا، منذ استقالته في أعقاب أحداث يناير 2011.
من هو أحمد عز؟
- المهندس أحمد عز هو أحد أبرز رجال الصناعة في مصر والعالم العربي.
- ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة «حديد عز»، التي تُصنّف كأكبر شركة لصناعة الصلب في المنطقة العربية، وفقًا لتقارير منظمة الصلب العالمية «ورلد ستيل» لعام 2024.
- وتمتلك الشركة قدرات إنتاجية متقدمة وتُعد رائدة في تطبيق أحدث تكنولوجيات صناعة الحديد والصلب، خاصة في مجال الصلب المسطح وحديد التسليح.
- عُرف عز بتبنيه لرؤية صناعية متطورة تعتمد على التكامل الرأسي والتوسع في سلسلة القيمة داخل القطاع.
- وقد ساهمت شركته بشكل مباشر في سد فجوة كبيرة في السوق المحلية المصرية، وتقليص الاعتماد على الاستيراد، بل وتوجيه جزء من الإنتاج للتصدير.
- ورغم الأبعاد السياسية التي ارتبط بها اسمه في مرحلة ما قبل 2011، إلا أن عز عاد بهدوء إلى موقعه الصناعي خلال السنوات الماضية، مكرسًا جهوده لتطوير شركته والمنافسة على المستوى الإقليمي.
إنجازاته السابقة في الاتحاد
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتولى فيها عز رئاسة الاتحاد العربي للحديد والصلب، إذ سبق أن انتُخب لهذا المنصب عام 2008، وشهدت فترته الأولى جهودًا بارزة في إعادة هيكلة أنشطة الاتحاد، وتوسيع قاعدة عضويته، وتنظيم مؤتمرات صناعية رفيعة المستوى، شارك فيها ممثلون عن كبرى الشركات والهيئات العربية والدولية.
كما دعم عز خلال تلك الفترة تطوير قاعدة بيانات متقدمة حول صناعة الحديد في الدول العربية، وعمل على تعميق العلاقات الصناعية بين المنتجين العرب، ورفع مستوى التعاون في ملفات الطاقة، والخامات، وتحديث المصانع.
الاتحاد العربي للحديد والصلب
تأسس الاتحاد العربي للحديد والصلب عام 1972، كأول منظمة عربية متخصصة في صناعة الحديد والصلب، تابعة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية – جامعة الدول العربية.
ويُعد أكبر اتحاد صناعي نوعي في المنطقة، ويضم أكثر من 75 شركة عربية عاملة في القطاع، من بينها «سابك» السعودية، و«حديد الإمارات»، و«القطرية للصلب»، و«الليبية للحديد والصلب – مصراته»، و«الحجار الجزائرية»، و«فولاذ التونسية»، و«مغرب ستيل»، إلى جانب شركات مناجم الحديد في الجزائر وموريتانيا.
ويُمارس الاتحاد مهامه من مقره الرئيسي في الجزائر، دون أن يحمل أي طابع سياسي أو تجاري، ويركز على إعداد استراتيجيات تنموية تهدف إلى تطوير الصناعة وتعزيز مكانتها في الاقتصادات الوطنية.

حديد عز
احتفظت مجموعة «حديد عز» بترتيبها كأكبر منتج عربي للصلب للعام 2024، بحسب تصنيف منظمة «ورلد ستيل»، وهو ما يعكس استمرار زخمها الصناعي في السوق، رغم التحديات العالمية المتعلقة بأسعار الطاقة وسلاسل التوريد.
وتُعد الشركة حاليًا من بين قلائل المنتجين العرب الذين يواكبون معايير الجودة الأوروبية، وتلبي منتجاتها احتياجات أسواق متنوعة تمتد من الشرق الأوسط إلى أوروبا وشمال أفريقيا.
هل يمهد هذا الانتخاب لتكامل عربي صناعي أوسع؟
يطرح انتخاب أحمد عز لرئاسة الاتحاد من جديد سؤالًا مهمًا حول مستقبل التكامل الصناعي العربي، ومدى قدرة الاتحاد على لعب دور أكبر في ظل التحديات العالمية مثل التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وارتفاع تكلفة الإنتاج، والتحولات في سلاسل الإمداد.
فهل يكون عز هو الشخصية التي تُعيد إحياء الطموح العربي في خلق تكتل صناعي متماسك للصلب؟ أم أن الانقسامات الإقليمية والتنافس بين المنتجين سيبقى حاجزًا أمام هذا الحلم؟
المؤكد أن وجود قيادة ذات خبرة عملية، وحضور فعّال على الأرض، كالمهندس أحمد عز، يمنح الاتحاد دفعة قوية، لكن المسار يتطلب تعاونًا حقيقيًا بين الأعضاء، وتبني سياسات إنتاج وتصدير منسقة، وتوسيع الاستثمار في البنية التحتية والبحوث الصناعية المشتركة.