تحلية المياه أولوية.. مصر تستهدف 5 مليارات م³ بحلول 2050 وتوصيلها لـ1500 قرية بـ130 مليار جنيه

شهد معرض «وتريكس» الدولي لتكنولوجيا المياه في نسخته التاسعة، المنعقد حاليًا بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، جلسة حوارية مهمة حول تحديات ملف المياه في مصر، وفرص الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء السابقين، وخبراء في مجال إدارة الموارد المائية، وممثلين عن القطاع الخاص، وبمشاركة أفريقية واسعة من 35 دولة.

توطين تكنولوجيا المياه

من جانبها أكدت الدكتورة دعاء عبد الهادي، المدير التنفيذي لمعرض «وتريكس»، أن المعرض يحظى باهتمام حكومي واسع هذا العام، ويستهدف تمكين الصناعة المصرية في ملف المياه، وتوطين التكنولوجيا الحديثة، مع تعزيز كفاءة إدارة الموارد المائية في مصر وأفريقيا.

وأوضحت أن المعرض يُعد منصة تفاعلية لنقل أحدث تقنيات المياه، ويضم شركات تعمل في تصنيع الفلاتر، وخزانات المياه، والمواسير والصمامات، وعدادات المياه الذكية، باستخدام تقنيات متطورة محليًا.

نقل التجربة إلى أفريقيا

وفي السياق ذاته كشف الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن الجمعية تفكر جديًا في تنظيم نسخ من المعرض في دول أفريقية مثل تنزانيا وكوت ديفوار، بهدف تعزيز التعاون في مشروعات البنية التحتية، ونقل الخبرات المصرية في ملف المياه إلى القارة.

وأشار إلى أن المكون المحلي للمنتجات المعروضة في النسخة الحالية وصل إلى 80%، مؤكدًا أهمية صناعة الصادرات لاقتحام الأسواق الأفريقية.

وأوضح الشرقاوي أن أزمة المياه في أفريقيا تعود إلى عدة أسباب، أبرزها النمو السكاني السريع، داعيًا إلى تبني مشروعات إقليمية مثل مبادرة حوض النيل، وتوسيع نطاق تحلية المياه وإعادة استخدامها، مع التركيز على برامج التوعية لترشيد الاستهلاك.

تحويل التحدي إلى فرصة

أكد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري الأسبق، أن مصر نجحت في تحويل تحدي ندرة المياه إلى فرصة من خلال إعادة الاستخدام، والتحلية، والمعالجة، في إطار الاستراتيجية القومية للمياه.

وأشار إلى مشروعات كبرى مثل محطة تحلية «الدلتا الجديدة» بطاقة 7.5 مليون متر مكعب يوميًا، والتي تدعم زراعة 500 ألف فدان، ومحطة معالجة «بحر البقر» بطاقة 5.6 مليون متر، ومحطة «المحسمة» بطاقة مليون متر.

ولفت إلى أن تطوير ضغط المياه يكلف نحو 100 مليار دولار، وأن مشروعات إعادة الاستخدام توفر نحو 5 مليارات متر مكعب ضمن خطة تنمية الموارد المائية حتى عام 2037.

المستهدف 5 مليارات في 2050

من ناحية اخري، صرح اللواء أمين شوقي، رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، أن مصر رفعت كمية المياه المحلاة من 100 مليون متر مكعب إلى مليار متر حاليًا، والمستهدف زيادتها إلى 3 مليارات بحلول 2030، ثم 5 مليارات متر مكعب بحلول 2050 لمواجهة الشح المائي.

وأضاف أن المرحلة الثانية من مبادرة «حياة كريمة» ستنطلق في يوليو المقبل، وتستهدف توصيل مياه الشرب إلى 1500 قرية، باستثمارات 130 مليار جنيه، بعد أن تم توصيل المياه إلى أكثر من 959 قرية باستثمارات 80 مليارًا خلال المرحلة الأولى.

وأكد شوقي أن الهيئة مستعدة لتقديم الدعم الفني والاستشارات للشركات الراغبة في المشاركة بالمبادرة، مشددًا على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص، واستخدام الطاقة المتجددة في تشغيل المحطات لتقليل التكاليف البيئية.

الرابط المختصر
آخر الأخبار