ترامب يتعهّد برفع العقوبات عن سوريا ويُبرم صفقة أسلحة بـ142 مليار دولار خلال زيارته للسعودية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، في محاولة لدعم الحكومة الانتقالية الجديدة هناك.

وقال إن الخطوة جاءت بناءً على طلب من الأمير محمد بن سلمان، مضيفاً بنبرة ساخرة: «آه، ما أفعله من أجل ولي العهد!».

وتُعد هذه العقوبات من أطول وأقسى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، وكانت تهدف إلى الضغط على نظام بشار الأسد، الذي أُطيح به في ديسمبر الماضي.

ووصفت الحكومة السورية الخطوة بأنها بداية جديدة لمسار إعادة الإعمار، بحسب وزير الخارجية أسعد شباني.

ترحيب أمريكي بالخطوة

ورحّب السفير الأمريكي الأسبق لدى سوريا، روبرت فورد، بالخطوة، مشيراً إلى أنه زار سوريا قبل ثلاثة أشهر، ووصفها بأنها مدمّرة بالكامل بعد حرب أهلية دامت 13 عاماً.

وأكد أن البلاد بحاجة ماسة لإعادة الإعمار والتمويل الأجنبي، معتبرًا أن رفع العقوبات يُشكّل خطوة محورية لتمكين تدفّق رؤوس الأموال من دول الخليج والعالم العربي، إضافة إلى المؤسسات الإغاثية الدولية.

صفقة أسلحة ضخمة

وشهد اليوم الأول من الزيارة إعلان صفقة أسلحة ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية بقيمة 142 مليار دولار، إلى جانب استثمارات أخرى قال ولي العهد السعودي إنها قد تصل لاحقاً إلى تريليون دولار.

زيارة خليجية متعددة

وتُعد السعودية أول محطة خارجية للرئيس ترامب في ولايته الثانية، بعد أن كانت كذلك خلال ولايته الأولى عام 2017.

وتشمل جولته الحالية أيضاً كلاً من قطر والإمارات، والتي أعلنت مسبقاً التزامها بضخ استثمارات تُقدّر بـ1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل.

استقبال ملكي فاخر

وحظي ترامب باستقبال فخم عند وصوله إلى الرياض، حيث فُرشت له سجادة بنفسجية اللون في تقليد سعودي جديد منذ 2021 يُرمز به إلى كرم الصحراء وزهورها البرية.

وارتدى ترامب ربطة عنق بنفسجية اللون لتتناسب مع المناسبة.

وكان في استقباله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي رافق موكب الرئيس بسيّافين من الحرس الشرفي على ظهور الخيل العربية الأصيلة.

تعزيز التحالف مع السعودية

وفي كلمة ألقاها من الرياض، تعهّد ترامب برفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، قائلاً إن الوقت حان لمنح البلاد فرصة لتحقيق العظمة.

وفي منتدى استثماري أُقيم بالرياض، وصف ترامب العلاقات الأمريكية السعودية بأنها الأقوى على الإطلاق، مشيرًا إلى أن تدفّق الثروة إلى الولايات المتحدة بدأ منذ اللحظة الأولى، ولا يزال مستمرًا حتى الآن.

ويحاول ترامب استقطاب الاستثمارات الأجنبية لدعم الاقتصاد الأمريكي، في وقت تُمثّل فيه التنمية الاقتصادية أولوية مركزية في ولايته الثانية التي بدأت قبل أقل من أربعة أشهر.

قيادات المال والتكنولوجيا

ورافق ترامب في رحلته وفد من أبرز قادة الشركات العالمية، بينهم إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، وسام ألتمان رئيس شركة OpenAI، ولاري فينك رئيس شركة بلاك روك، وجنسن هوانغ رئيس شركة إنفيديا.

وتسعى السعودية إلى استقطاب هذه القيادات في إطار مساعيها لتنويع اقتصادها وتقوية قدراتها في الذكاء الاصطناعي.

وخلال الزيارة، أعلن رئيس شركة «إنفيديا» عن صفقة لبيع أكثر من 18 ألف شريحة ذكاء اصطناعي متقدمة لشركة «هيومن» السعودية.

اتفاقيات إبراهيم والموقف السعودي

في كلمته، عبّر ترامب عن أمله في انضمام السعودية إلى «اتفاقيات إبراهيم»، التي كانت إحدى أبرز إنجازات إدارته الأولى، وأسفرت عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من دول الخليج، لكن ولي العهد محمد بن سلمان جدّد موقفه الواضح بأن هذا لن يحدث إلا بعد التوصّل إلى حل دائم للحرب في غزة وخارطة طريق واضحة لإقامة دولة فلسطينية.

الرابط المختصر
آخر الأخبار