سعيد الأطروش يكتب: هنا القاهرة وابن الأصول ما بيتهزش

في بلاد كتير حوالينا، بنشوف اللي بيصرف كتير عشان يثبت إنه الكبير، يشتري الولاءات، ويوزع عطايا، ويستورد دعم من كل حدب وصوب، يمكن الكرسي يبقى ثابت، ويمكن الصورة تطلع حلوة في الكاميرا.

لكن الحقيقة إن الكبير ما بيشترهاش.. الكبير بيتولد كده زي مصر.

هنا القاهرة، مش بس العاصمة، دي رمز الحكاية.
اللي بيحصل حوالينا في المنطقة بيكشف مين الأصيل ومين «محدث النعمة».

الغرب بيدي وبيدفع وبيرتب، علشان يحافظ على قواعد لعبة هو اللي رسمها، والكرسي اللي قاعد عليه مين؟ مش مهم، المهم إنه ينفذ المطلوب.

لكن مصر؟ مصر ما بتلعبش اللعبة دي. لا بتشتري مكانة، ولا بتدفع علشان تتشاف، ولا بتدخل في شؤون غيرها علشان تكسب نقاط.
مصر كبيرة من زمان، ومن قبل ما في حد يفكر يشتري مجد مستورد أو يوزع شنط على طمعانين.

شوف القمة العربية اللي اتعملت في هنا القاهرة… البعض غاب، مش علشان مشغول، لأ، لأنهم كانوا بيرتبوا استقبال «ترامب»، اللي راجع يخبط على أبواب الخليج من تاني.

طب ما هو ده نفس ترامب اللي اتقال عليه في يوم «خطر على الديمقراطية»، فجأة بقى «ضيف مبجل».

علشان إيه؟ علشان المصلحة، وعلشان الغرب عايز يعيد ترتيب الورق، ويفرض الكبير الجديد اللي على هواه.

لكن مصر؟ حضرت، ورتبت، وجمعت العرب، وفتحت الحوار، من غير ما تدفع، ومن غير ما تجامل، ومن غير ما تستورد كبرياء. لأنها ببساطة مش محتاجة تقول «أنا الكبيرة».. هي الكبيرة.

ومهما اشتد الغبار حوالينا، ومهما اتصرفت مليارات، ومهما حاول البعض يلمّع صورته في الغرب، الحقيقة بتبان. ابن الأصول ما بيتهزش، وما بيقلدش، وما بيبعش روحه علشان منصب أو كلمة رضا من حد.

يا سادة، اللي بيصرف علشان الكرسي، عمره ما يعرف يجلس عليه مرتاح. واللي بيغير مبادئه مع كل موجة، عمره ما يعرف يمشي في طريقه بثبات.

وهنا القاهرة، مش بس مدينة، دي شهادة أصول. بلد ما بتطلبش إعجاب، لأنها مش بتنافس على لايكات، بتنافس على التاريخ. والتاريخ دايمًا شاهد إن مصر، لما تتكلم.. الكل بيسمع، ولما تدعو اللي بيحترم نفسه بيحضر.

كم أنتي كبيرة يا مصر.. مش بس بتاريخك، لكن بثباتك في زمن كله بيهتز.

الرابط المختصر
آخر الأخبار