اعتماد قواعد تاريخية لتعزيز مصداقية سوق الكربون العالمي في إطار اتفاق باريس

في خطوة تعتبر تحولاً جوهرياً في جهود مكافحة تغير المناخ، اعتمدت هيئة الأمم المتحدة المشرفة على سوق الكربون العالمي مجموعة من القواعد والمعايير الجديدة بهدف تعزيز مصداقية المشاريع المناخية وتقليل خطر ما يُعرف بـ«الاعتمادات الزائفة».

تأتي هذه القواعد ضمن آلية إصدار الاعتمادات وفق اتفاق باريس، حيث تسعى إلى رفع مستوى الشفافية وتحقيق العدالة في تنفيذ المشاريع البيئية، مع دفع الدول والمطورين نحو تنفيذ خطط فعالة للحد من الانبعاثات.

معايير جديدة لضمان جودة أرصدة الكربون

أصدرت الهيئة الرقابية لآلية إصدار الاعتمادات بموجب اتفاق باريس (PACM) معيارين رئيسيين لضبط جودة أرصدة الكربون:

  • معيار خط الأساس: يُحدد كمية الانبعاثات التي كان من المتوقع حدوثها لولا تنفيذ المشروع، مع اشتراط أن يكون خط الأساس أقل بنسبة لا تقل عن 10% من الانبعاثات الاعتيادية (business-as-usual)، مع تخفيض تدريجي بنسبة لا تقل عن 1% سنوياً، وتُعد هذه الخطوة تاريخية لأنها تمنع المبالغة في منح الاعتمادات الكربونية وتساعد في توافقها مع أهداف الحياد الكربوني.
  • معيار التسرب: يراعي احتساب أي زيادة غير مقصودة في الانبعاثات قد تحدث في مناطق أخرى نتيجة لتنفيذ المشروع، ويشترط دمج أنشطة REDD+ ضمن الاستراتيجية الوطنية للدولة المضيفة، لتعزيز التوافق مع السياسات المناخية الوطنية.

قرارات مكملة لتعزيز العدالة

إلى جانب المعايير الجديدة، اتخذت الهيئة قرارات داعمة، منها:

  • فتح مشاورات حول آلية تقاسم فوائد المشاريع بشكل عادل مع الدول المضيفة.
  • تعزيز برامج بناء القدرات للدول النامية.
  • تحديث معايير المشاريع السابقة، مثل أنشطة مواقد الطهي، لتتماشى مع أحدث البيانات العلمية.

وفي هذا السياق، قال مارتن هيشن، رئيس الهيئة الرقابية: «اعتمدنا قراراً غير مسبوقاً يضمن تخفيضاً تدريجياً في مستويات الاعتمادات بما يتماشى مع أهداف الحياد المناخي».

بينما أشارت ماريا الجشي، نائبة رئيس الهيئة، إلى أهمية هذه الخطوة في توفير وضوح للمطورين لتصميم مشاريعهم ضمن آلية باريس.

التحديات المقبلة

رغم هذه الإنجازات، تتوقع الهيئة وجود فجوة تمويل مؤقتة نتيجة انخفاض عدد المشاريع التي ستنتقل من آلية التنمية النظيفة (CDM)، ومن المتوقع بدء تطبيق المنهجيات الجديدة اعتباراً من عام 2026.

كما تعمل الهيئة على تطوير أدوات إضافية، وإصدار إرشادات جديدة، وتفعيل سجل رقمي خاص بسوق الكربون، لدعم الشفافية وتتبع الأرصدة بشكل دقيق.

ما هي آلية REDD+ ولماذا تُعتبر مهمة؟

REDD+ هي آلية دولية أطلقتها الأمم المتحدة لدعم الدول النامية في حماية غاباتها عبر حوافز مالية، وتركز على:

  • تقليل إزالة الغابات وتدهورها.
  • الحفاظ على مخزون الكربون في الغابات.
  • إدارة الغابات بشكل مستدام.
  • زيادة مخزون الكربون من خلال إعادة التحريج والتشجير.

تلعب الغابات دوراً أساسياً في امتصاص الكربون من الغلاف الجوي، لذا فإن الحفاظ عليها يعد استراتيجية فعالة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.

وتُمكّن REDD+ الدول من الحصول على أرصدة كربونية قابلة للتداول، ما يحفز الاستثمار في الحفاظ على الغابات بدلاً من استغلالها تجارياً أو زراعياً.

من هم المستفيدون من REDD+؟

أبرز المستفيدين هم الدول النامية ذات الغابات الكثيفة، المجتمعات المحلية المعتمدة على موارد الغابات، المستثمرون في سوق الكربون، والمجتمع الدولي الذي يسعى إلى خفض آثار تغير المناخ.

يرمز «+» في REDD+ إلى أن البرنامج لا يقتصر فقط على حماية الغابات من القطع والتدهور، بل يشمل أيضاً دعم تنمية الغابات وزيادة قدرتها على امتصاص الكربون.

الرابط المختصر
آخر الأخبار