من الإسكندرية إلى لندن: قصة نجاح الملياردير المصري محمد منصور من التحديات إلى القمة
رحلة صمود.. من عامل بيتزا إلى رائد أعمال عالمي
تُجسد قصة الملياردير المصري محمد منصور رحلة ملهمة عبر مراحل من الصعود والهبوط، حيث بدأ حياته شابًا يعمل في محل بيتزا خلال سنوات دراسته في الولايات المتحدة، قبل أن يصبح قائدًا لإحدى أكبر الشركات العائلية في المنطقة.
ورغم الصعوبات التي واجهها، كان منصور مثالاً للإصرار والمثابرة في مواجهة الأزمات وتحقيق الحلم.
معركة الحياة مع السرطان
بعد تخرجه من جامعة في كارولينا الشمالية، تعرض محمد منصور لصدمة صحية كبيرة، حيث تم تشخيص إصابته بسرطان الكلى.
لكن بفضل العلاج المتقدم والدعم النفسي والأمل الذي تمسك به، تمكن من تجاوز المرض بنجاح، مؤكداً في تصريحات تليفزيونية أن المرض انتهى تماماً بفضل الجهود الطبية والعزيمة الشخصية.
من ثروة مفقودة إلى بداية جديدة
رغم انتمائه لعائلة أرستقراطية كان والده أكبر مصدّر للقطن عالمياً، إلا أن حياة منصور لم تخلُ من تحديات جسام. في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، تم تأميم شركة العائلة، مما تسبب في إفلاسه المفاجئ وهو في عمر 18 عاماً.
دفعه هذا التحول للعمل في محل بيتزا لتغطية نفقات حياته ودعم إخوته، حيث تعلم قيمة العمل الجاد والتحدي.
مواجهة الأزمات والتعلم من الحوادث
في طفولته، كاد حادث مأساوي أن يؤدي لبتر إحدى قدميه، لكنه تحدى الصعاب ورفض الاستسلام، ليقضي سنوات عدة في الفراش، مستغلاً الوقت في القراءة والتعلم.
شكلت هذه التجربة شخصية منصور التي تؤمن بأن الوقت ثمين ولا يمكن تضييع أي لحظة في الحياة أو التنازل عن الأحلام.
بناء إمبراطورية السيارات
بعد عودته لمصر، عمل منصور مع والده على إعادة تأسيس أعمال العائلة، حيث تحولت الشركة إلى واحدة من أكبر موزعي سيارات “جنرال موتورز” عالمياً.
من هدف بسيط بتصنيع 50 سيارة سنوياً وتحقيق أرباح محدودة، احتفلت المجموعة مؤخرًا بإنتاج مليون سيارة، في إنجاز يبرز قدرة منصور على التحول والنمو.
الاستثمارات الذكية
مع تطور أعماله، أسس منصور مكتب “مان كابيتال” في لندن لإدارة استثمارات العائلة. وكان من بين أوائل المستثمرين في شركات تكنولوجية ضخمة مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”سبوتيفاي”.
كما توسع إلى قطاعات الطاقة المتجددة والتعليم، مستثمرًا في مشاريع طاقة الرياح وسلسلة مقاهي “كافينيرو” البريطانية.
الذكاء الاصطناعي وثورة التكنولوجيا
يرى محمد منصور أن الذكاء الاصطناعي يمثل الثورة القادمة التي ستغير عالمنا، ويقوم حالياً بالتركيز على هذا القطاع عبر شركة رأس المال المخاطر “1984” التي أسسها في سان فرانسيسكو، مؤكداً أن الابتكار والتفكير خارج الصندوق هما مفتاح النجاح المستمر.
دعم الشباب والتعليم
يؤمن منصور بأهمية المسؤولية الاجتماعية، فأسس مع أبنائه مؤسسة “Right to Dream” التي تهدف لدعم الشباب وتوفير فرص التعليم والتدري.
وحققت المؤسسة نجاحات رياضية عبر فرقها المشاركة في كأس العالم 2022 ودوريات كرة القدم الكبرى، مما يعكس إيمانهم بالمستقبل.
نصائح للنجاح
اختتم محمد منصور حديثه بنصائح قيمة تتعلق بالنجاح، مشدداً على ضرورة التمسك بالتفاؤل والعمل الجاد، محذرًا من الغرور ومحاولة النجاح السريع التي قد تؤدي إلى أزمات مالية.
كما أكد أهمية الاستماع لآراء الآخرين واتخاذ القرارات بناءً على فهم عميق، مع محيط من أشخاص أكثر ذكاءً.