خبراء الاقتصاد يتوقعون مستقبل أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي الخميس المقبل (خاص)
توقعات الخبراء لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي الخميس المقبل
تتجه أنظار الأسواق الاقتصادية في مصر إلى اجتماع لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي الخميس المقبل، حيث ينتظر الجميع قراراً مهماً بشأن سعر الفائدة الذي يؤثر بشكل مباشر على حركة الاستثمار، التمويل، وسعر صرف الجنيه.
توقعات الدكتور محمد أنيس
قال الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، في تصريحات خاصة لـ «القرار المصري» إنه يتوقع خفضاً في سعر الفائدة يتراوح بين 1 و2% في اجتماع الخميس، مشيراً إلى أن هناك دورة تيسير نقدي بدأت بالفعل بتخفيض إجمالي 2.25% في الاجتماع السابق، مما يعكس رغبة البنك المركزي في دعم النشاط الاقتصادي من خلال تقليل تكلفة الاقتراض.
وأضاف أن انخفاض معدلات التضخم بشكل كبير يعطي البنك المركزي فرصة للتخفيض التدريجي، لكن الأثر الكامل للتخفيضات سيظهر تدريجياً.
توقعات الدكتور إبراهيم فضلون
في نفس السياق، أعرب إبراهيم فضلون، خبير اقتصادي آخر، في تصريح خاص لـ «القرار المصري» عن تفاؤله بإمكانية تخفيض سعر الفائدة، معتبراً أن ذلك قد يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي إذا تم التعامل مع عوامل التضخم والمخاطر الجيوسياسية بحذر.
وتوقع دكتور إبراهيم فضلون أن يخفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بمقدار يتراوح بين 100 إلى 200 نقطة أساس (أي 1% إلى 2%) خلال اجتماعه القادم.
كما أشار إلى احتمالية استمرار الخفض بمقدار 300 إلى 400 نقطة أساس إضافية قبل نهاية العام، ليصل إجمالي التخفيضات إلى نحو 600 إلى 700 نقطة أساس خلال الستة أشهر القادمة، شرط استقرار التدفقات الاستثمارية الأجنبية.
ويأتي هذا القرار متماشياً مع آراء 11 بنكًا استثماريًا، ويهدف إلى دعم السياسة النقدية الملائمة التي تعزز التوقعات الإيجابية وتدعم المسار النزولي المتوقع للتضخم.
وأشار فضلون إلى أن التخفيضات السابقة كانت كبيرة، حيث خفض البنك المركزي في الاجتماع السابق أسعار الفائدة بمقدار 225 نقطة أساس، كما أن تراجع معدل التضخم السنوي من 38% في سبتمبر 2023 إلى 13.9% في أبريل 2025، إلى جانب استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه، وتنسيق مع برنامج الإصلاح المالي لصندوق النقد الدولي، كلها عوامل تدعم قرار خفض الفائدة.
وأوضح فضلون أن خفض أسعار الفائدة سيحفز الاستثمار من خلال تقليل تكلفة التمويل، وزيادة الإنفاق الاستهلاكي، كما أنه من المتوقع أن يؤثر إيجابياً على سوق العقارات والبنوك، مع توقع انخفاض عوائد الإيداع ولكن زيادة نشاط الإقراض.
رؤية هاني توفيق
من جهة أخرى، عبر هاني توفيق في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن وجهة نظره المتحفظة تجاه أي تغيير في سعر الفائدة، قائلاً: “رفع سعر الفائدة يحبط الاستثمار والتشغيل، ويعمق عجز موازنة الحكومة بصفتها أكبر مدين، وخفضها يؤذي تدفق الأموال الساخنة ويهدد ثبات سعر الصرف، وتوقعي هو التثبيت، والله أعلم.”
توقع شركة «اتش سي»
نشرت شركة «اتش سي» توقعاتها التي تشير إلى احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 2% في اجتماع الخميس المقبل، في خطوة تهدف إلى تحفيز الاستثمار ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، مع التنويه إلى أهمية مراقبة تطورات التضخم والسياسات النقدية العالمية.
اختلاف التوقعات
تتباين توقعات الخبراء حول قرار البنك المركزي القادم، ما بين خفض تدريجي يدعمه انخفاض التضخم، وبين تثبيت السعر نتيجة مخاوف من هروب رؤوس الأموال وتقلبات سعر الصرف، وسيكون لقرار الخميس تأثير مباشر على المناخ الاقتصادي، خاصة على الاستثمار والتشغيل وسوق التمويل في مصر.