البرتقال المصري يحلّق عالميًا.. أسعار التصدير تتجاوز 1000 دولار للطن وسط نقص المعروض وارتفاع الطلب
قفزة تاريخية في أسعار البرتقال المصري بالأسواق العالمية
سجّل البرتقال المصري قفزة سعرية غير مسبوقة في الأسواق العالمية خلال موسم التصدير الحالي، حيث تراوحت أسعار التصدير بين 800 و1000 دولار للطن، مع استمرار الطلب الدولي ووجود نقص ملحوظ في الكميات المعروضة محليًا.
يأتي ذلك في الوقت الذي يوشك فيه موسم التصدير، الذي يمتد من ديسمبر حتى يونيو، على الانتهاء، بحسب ما كشفه عدد من كبار المصدرين والعاملين في قطاع الحاصلات الزراعية.
ارتفاعات غير مسبوقة في السعر المحلي
قال هيثم السعدني، رئيس شركة “السادات أجرو فروت”، في تصريحات لـ”العربية Business”، إن البرتقال المصري شهد هذا الموسم زيادات سعرية حادة، حيث بلغ سعر الكيلو من المزرعة 20 جنيهًا مقارنة بـ3.5 جنيه فقط في الموسم السابق، أي بزيادة تقدر بنحو 4.7 مرة.
وأشار السعدني إلى أن هذه الزيادات تأتي نتيجة الطلب القوي من الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى قلة المعروض المحلي بسبب اتجاه الإنتاج للسوق الداخلي.
الطلب الصناعي المحلي
ووفقًا لما صرح به محمد خليل، رئيس لجنة الموالح بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، فإن الطلب المحلي، خاصة من مصانع العصير، كان له أثر كبير في ارتفاع الأسعار.
وأوضح أن الزيادة العالمية في أسعار عصير البرتقال دفعت العديد من المستثمرين لإنشاء مصانع جديدة في مصر، ما تسبب في امتصاص كميات كبيرة من الإنتاج المحلي، وخلق منافسة قوية بين السوق المحلي والأسواق التصديرية.
مصر تتجه نحو التصنيع
توقع خليل أن تنخفض كميات التصدير هذا العام بنحو 10%، إلا أن العائدات المالية لن تتأثر، بل قد ترتفع بسبب ارتفاع الأسعار عالميًا. وأكد أن مصر لا تزال في موقع الصدارة عالميًا في تصدير البرتقال الطازج منذ عام 2019.
من جانبه، قال كريم الشوربجي، العضو المنتدب لشركة “الكريم للحاصلات الزراعية”، إن مصانع العصير المحلية باتت تدفع ما بين 25 و27 جنيهًا للكيلو، فيما تصل أسعار التصدير للبرتقال بجودة عالية إلى 30 جنيهًا للكيلو.
وأضاف أن ذلك يؤدي إلى ارتفاع التكلفة الإجمالية للتصدير لتصل إلى 1000 دولار للطن في بعض الأسواق، مقارنة بـ450-500 دولار فقط في الموسم الماضي.
تحولات استراتيجية في السوق المصري
كشف الشوربجي عن توجه شركته حاليًا للاستثمار في مجال تصنيع العصائر بدلاً من الاعتماد الكلي على التصدير كثمار طازجة، مشيرًا إلى دراسة تأجير مصنع قائم أو الدخول في شراكة لتقليل التكاليف وتحقيق قيمة مضافة.
ولفت إلى أن أسعار البرتقال المصري لا تزال تنافسية عالميًا، إذ تُعد أقل من نظيرتها لدى دول منافسة مثل إسبانيا بنسبة تصل إلى 50%، ما يمنح مصر ميزة نسبية في الأسواق الخارجية.
صادرات قياسية واستمرار الزخم العالمي
بحسب بيانات المجلس التصديري، بلغت صادرات البرتقال المصري في الموسم الماضي نحو 2.4 مليون طن، بعائدات تخطت حاجز 1.1 مليار دولار، ما يعزز من مكانة مصر كقوة زراعية مصدّرة في الأسواق الدولية.
وأظهرت بيانات شركات التصدير أن الزيادة السعرية بدأت منتصف أبريل، وسجلت ارتفاعًا مطّردًا مع اقتراب الموسم من نهايته، حيث تراوحت الأسعار حاليًا بين 800 و900 دولار للطن، وبلغت 1000 دولار في بعض الأسواق.
يشير الواقع الحالي إلى أن سوق البرتقال المصري يشهد تحولًا نوعيًا، من التصدير الخام إلى التصنيع عالي القيمة، مدفوعًا بعوامل العرض والطلب عالميًا ومحليًا. وبفضل جودة الإنتاج وموقع مصر التنافسي، تبقى الفرص واعدة رغم التحديات.