أسعار النفط اليوم الخميس 12 يونيو 2025.. تراجع محدود وسط ترقب للمحادثات الأميركية الإيرانية
تراجعت أسعار النفط في مستهل تعاملات اليوم الخميس 12 يونيو 2025، وسط ترقب عالمي لنتائج المحادثات المرتقبة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي لطهران، والتي من المقرر عقدها في العاصمة العُمانية مسقط نهاية الأسبوع الجاري.
وشهدت الأسواق تراجعًا محدودًا في العقود الآجلة، بعد المكاسب القوية التي سجلتها خلال الجلسة السابقة بدعم من التوصل لاتفاق تجاري مبدئي بين واشنطن وبكين، وتصريحات تصعيدية للرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن إيران.
هدوء في التداول بعد قفزة الأمس
ففي تمام الساعة 06:00 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس بنحو 0.4% (30 سنتًا) لتسجل 69.47 دولارًا للبرميل.
كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو بمقدار 0.3% (23 سنتًا) لتسجل 67.92 دولارًا للبرميل، وفقًا لما أوردته منصة الطاقة المتخصصة التي تتابع الأسواق لحظيًا.
وكان الخامان القياسيان قد سجلا بالأمس قفزة تجاوزت 4%، محققين أعلى مستوياتهما منذ أبريل الماضي، مدعومين بتطورات سياسية وتجارية محورية.
اتفاق تجاري أولي بين أميركا والصين
جاء الصعود القوي في الأسعار أمس الأربعاء عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن التوصل لاتفاق تجاري مبدئي مع الصين، بعد جولة مفاوضات استمرت يومين في العاصمة البريطانية لندن.
الاتفاق الجديد يتضمن تخفيفًا تدريجيًا في القيود الجمركية، مع تقليص الرسوم المتبادلة التي تتراوح ما بين 10% و55%، على أن يتم التوقيع الرسمي بعد موافقة الرئيسين الأميركي والصيني.
تصعيد سياسي ومخاوف جيوسياسية
التطورات السياسية لم تقتصر على الملف التجاري، إذ صرّح الرئيس الأميركي بأن بلاده بدأت بنقل عدد من موظفيها العسكريين من مناطق حساسة في الشرق الأوسط، واصفًا الإقليم بأنه “مُرشّح ليكون بؤرة اضطرابات خطيرة”، مؤكدًا أن إيران لن يُسمح لها بامتلاك قدرات نووية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصعيد كلامي بين الجانبين، حيث حذرت طهران على لسان وزير الدفاع عزيز ناصرزاده بأنها ستستهدف قواعد أميركية في المنطقة إذا فشلت المفاوضات ودخل الطرفان في صراع مسلح.
لقاء حاسم مرتقب في مسقط
من المنتظر أن يلتقي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في العاصمة العُمانية مسقط الأحد المقبل، في محاولة لبلورة اتفاق يُعيد طهران إلى طاولة التفاوض النووي وفق شروط جديدة، بحسب ما أفادت به مصادر أميركية لمنصة الطاقة المتخصصة.
وتشير تسريبات دبلوماسية إلى وجود مقترح أميركي جديد قد يُعيد ترتيب الأوراق النووية، وسط مخاوف متزايدة من فشل المباحثات واندلاع صراع مسلح يؤثر على استقرار إمدادات الطاقة.
قراءة تحليلية لحركة الأسعار
علق فيفيك دار، مدير أبحاث السلع في بنك “الكونولث” الأسترالي، على التغيرات الأخيرة قائلًا إن جزءًا من صعود الأسعار فوق مستوى 70 دولارًا للبرميل يُعد تضخيمًا للتوترات، معتبرًا أن التراجع الحالي منطقي، لكنه أضاف أن علاوة المخاطر الجيوسياسية ستظل حاضرة ما دامت المفاوضات لم تحسم مسارها.
تحركات أمنية أميركية في العراق والبحرين
بالتزامن، كشفت تقارير إعلامية عن استعدادات أميركية لإجلاء جزئي لموظفي السفارة في بغداد، إلى جانب السماح لعائلات عسكريين بمغادرة العراق والبحرين، في مؤشر واضح على تصاعد المخاوف الأمنية.
ورجّح محلل الأسواق لدى “أواندا” كيلفن وونغ أن يكون التراجع الحالي في الأسعار مرتبطًا بوصول الأسواق إلى نقاط مقاومة فنية، إلى جانب تحركات المستثمرين التي تراهن على خفض التوترات عقب اجتماع الأحد.
تراجع المخزونات الأميركية
على صعيد الإمدادات، أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن تراجع مخزونات النفط الخام بنحو 3.6 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، لتستقر عند 432.4 مليون برميل، مقابل توقعات سابقة بانخفاض أقل يبلغ نحو مليوني برميل.
الانخفاض الأكبر من المتوقع في المخزونات شكّل عامل دعم إضافي للأسعار، لكنه لم يكن كافيًا لمواصلة الاتجاه الصاعد وسط الأجواء الجيوسياسية الضاغطة.