الحكومة ترفع درجة الاستعداد لتأمين الغاز والوقود في مواجهة التوترات الإقليمية

في ظل التصعيد العسكري الأخير بالمنطقة بعد العملية الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، اجتماعًا عاجلًا لمتابعة خطة الحكومة لتأمين احتياجات البلاد من المواد البترولية والغاز الطبيعي، خاصة في ضوء تزايد استهلاك الكهرباء مع دخول فصل الصيف.

حضر الاجتماع كل من محافظ البنك المركزي، حسن عبد الله، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة، المهندس محمود عصمت، ووزير البترول والثروة المعدنية، المهندس كريم بدوي.

رفع الاحتياطي لمواجهة ذروة الطلب

أكد رئيس الوزراء أن الحكومة تعمل وفق خطة طموحة لتعزيز أمن الطاقة، من خلال التوسع في البنية التحتية لاستقبال الغاز الطبيعي المسال.

وأشار إلى أن مصر ستعتمد هذا العام على ثلاث سفن لإعادة التغييز، بطاقة استيعابية يومية تصل إلى 2250 مليون قدم مكعب، مقابل 1000 مليون قدم العام الماضي، بالإضافة إلى الإعداد لتوفير سفينة رابعة كاحتياطي استراتيجي.

كما وجّه مدبولي المتحدث الرسمي باسم الحكومة وزير البترول بسرعة إنهاء تشغيل سفن التغييز الثلاث، مشيرًا إلى امتلاك مصر شحنات غاز متعاقد عليها، إلى جانب احتياطي من المازوت لتأمين تشغيل المحطات خلال أشهر الصيف.

تنسيق كامل بين الكهرباء والبترول

من جانبه، شدد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة على وجود تنسيق يومي مع وزارة البترول لتوفير احتياجات محطات التوليد من الغاز الطبيعي والمازوت.

وكشف الوزير عن زيارة قام بها نظيره في وزارة البترول إلى مركز التحكم القومي في شبكة الغاز الطبيعي للاطمئنان على جاهزية الإمدادات.

وأوضح أن الاجتماع تناول أيضًا سيناريوهات تشغيل مرنة تضمن استقرار الشبكة وضغطها، ومواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء خلال فصل الصيف، الذي يشهد عادة ارتفاعًا في معدلات الأحمال.

تأمين الشبكة القومية

أشار المهندس محمود عصمت إلى أنه عقد اجتماعًا مع قيادات وزارة الكهرباء لمراجعة كفاءة الشبكة الموحدة، ورفع جاهزية شركات توزيع الكهرباء في جميع المحافظات.

كما وجّه برفع درجة الاستعداد في مراكز التحكم ومتابعة استقرار الخدمة بشكل لحظي، بما يضمن استمرار التغذية الكهربائية دون انقطاع.

وزير البترول يتفقد موقع سفينة

في سياق متصل، استعرض وزير البترول الموقف الحالي لإنتاج الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى حجم الاحتياطيات الاستراتيجية من البنزين، السولار، البوتاجاز، والمازوت.

كما قدّم تقريرًا مفصلًا عن زيارته التفقدية إلى ميناء العين السخنة لمتابعة الاستعدادات النهائية لربط سفينة التغييز الثالثة بالشبكة القومية للغاز.

وأكد الوزير أن هذه السفينة تمثل إضافة مهمة في منظومة تأمين إمدادات الغاز، ضمن جهود الدولة لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز المرونة التشغيلية.

ضمان استقرار قطاع الطاقة

وشدد الوزير على استمرار المتابعة الدقيقة لأداء شبكة الغاز، وتعزيز الجاهزية من خلال رفع كفاءة منظومة الإمداد وضمان وفرة الوقود اللازم لتوليد الكهرباء.

وأكد أن الشراكة الوثيقة بين وزارتي البترول والكهرباء تعد ركيزة أساسية لضمان استدامة التغذية الكهربائية خاصة في أوقات الأزمات.

واختتم الاجتماع بتأكيد رئيس الوزراء على ضرورة استمرار التنسيق بين جميع الجهات المعنية لمواجهة أي تحديات طارئة، مع توفير مخزون كافٍ من الوقود والغاز يُطمئن المواطنين ويعزز استقرار المنظومة الطاقوية للدولة.