«iShares» تقود التحول المؤسسي: صندوق بيتكوين لبلاك روك يتجاوز 70 مليار دولار

في تطور غير مسبوق في عالم الاستثمار، تجاوزت أصول صندوق “iShares Bitcoin Trust” التابع لشركة بلاك روك حاجز 70 مليار دولار أميركي، ليصبح بذلك أسرع صندوق مؤشرات متداولة (ETF) نموًا في التاريخ، بعد أقل من عام ونصف على إطلاقه.

المفاجأة لم تكن فقط في الحجم، بل في السرعة التي تم بها تحقيق هذا الإنجاز؛ فقد استغرق الصندوق 341 يوم تداول فقط للوصول إلى هذا المستوى، محطماً الرقم القياسي السابق المسجل باسم صندوق الذهب المتداول، الذي احتاج 1691 يومًا، وكذلك صندوق “ستاندرد آند بورز 500” الذي بلغ هذا الحد خلال 1701 يوم.

من الهامش إلى المؤسسات

تعود جذور هذا التحول إلى يناير 2024، حينما أعطت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية الضوء الأخضر لأول صندوق بيتكوين متداول في البورصة.

ورغم الشكوك التي أحاطت بهذه الخطوة في البداية، إلا أن النتائج جاءت مغايرة تمامًا للتوقعات، لتعلن بداية ما يصفه محللون بـ”المرحلة المؤسسية للعملات المشفرة”.

فبعد أن كانت بيتكوين تُعد لفترة طويلة أداة مضاربة لفئة محدودة من المستثمرين، أصبحت اليوم جزءًا أصيلًا من محافظ الثروات وصناديق التقاعد، بل ومن المنتجات الاستثمارية التي تقدمها كبرى البنوك العالمية.

بلاك روك وفيديليتي وفرانكلين تمبلتون

شركات إدارة الأصول العملاقة مثل بلاك روك وفيديليتي وفرانكلين تمبلتون تقود هذا التوجه المؤسسي، حيث باتت تقدم لعملائها فرصًا مدروسة للتعرض للعملات المشفرة، وتضمينها ضمن استراتيجيات التنويع المالي بعيدة المدى.

ويؤكد هذا التحول مدى الثقة المتزايدة من قبل المؤسسات المالية الكبرى تجاه مستقبل العملات المشفرة، وعلى رأسها بيتكوين.

بيتكوين تسجل ارتفاعات تاريخية

وفي موازاة الأداء القوي لصندوق iShares، شهدت العملة المشفرة الأشهر في العالم ارتفاعًا كبيرًا في قيمتها السوقية، إذ قفز سعر بيتكوين بنسبة 57% خلال عام واحد، متجاوزًا حاجز 110 آلاف دولار لأول مرة في تاريخها.

هذه الطفرة عززت من جاذبية بيتكوين كأداة استثمارية طويلة الأجل، وشجعت المزيد من المستثمرين على دخول السوق، سواء عبر صناديق المؤشرات أو المحافظ التقليدية.

مستقبل الاستثمار الرقمي

إن تسارع وتيرة نمو صندوق بلاك روك يؤكد أن العملات المشفرة لم تعد مجرد أدوات بديلة في الأسواق المالية، بل أصبحت جزءًا من المشهد الاستثماري المؤسسي العالمي.

ومع دخول المزيد من الصناديق والمديرين الماليين إلى هذا السوق، يبدو أن المستقبل القريب سيحمل المزيد من التحولات في طبيعة الاستثمارات العالمية.

وفي ظل هذه التطورات، تبقى أعين المستثمرين والمؤسسات مركزة على ما إذا كانت العملات الرقمية ستواصل هذا الزخم التصاعدي، أم أنها ستواجه تقلبات جديدة في ظل التطورات الاقتصادية العالمية.