قاعدة الـ7%.. درع المستثمر الذكي في وجه تقلبات سوق الأسهم

إشارات أولية.. وانهيار محتوم

في صيف عام 2021، تجاوز سهم شركة “ميتا” (فيسبوك) مستوى 377 دولارًا، وسط توقعات بمزيد من المكاسب.

لكن التوقعات لم تصمد طويلًا، إذ بدأ السهم في الهبوط بشكل تدريجي إلى ما دون 350 دولارًا، بنسبة تراجع بلغت نحو 7% من نقطة الدخول.

ما بدا حينها كخسارة بسيطة، تحوّل سريعًا إلى انهيار حاد، بعد أن هبط السهم إلى 88 دولارًا بحلول نوفمبر 2022، ليتكبد المستثمرون خسارة قاسية وصلت إلى 77% من قمة الشراء.

لكن في خضم هذا الانهيار، نجح بعض المستثمرين في تفادي الكارثة بمجرد أن لاحظوا الهبوط الأولي، بفضل التزامهم بما يُعرف بـ “قاعدة 7%”.

ما هي قاعدة الـ7%؟

تعتمد قاعدة الـ7% على مبدأ بسيط لكن فعال: “إذا انخفض السهم بنسبة 7% إلى 8% من سعر الشراء، فيجب بيعه فورًا دون تردد.”

وُضعت هذه القاعدة لأول مرة عام 1961 على يد المستثمر الأمريكي الشهير ويليام أونيل، مؤسس صحيفة Investor’s Business Daily، وأحد أبرز مؤلفي كتب الاستثمار.

وتهدف القاعدة إلى حماية رأس المال ومنع الانزلاق نحو خسائر فادحة، عبر قطع الخسارة في بدايتها، قبل أن تتفاقم.

لماذا 7% تحديدًا؟

الرقم لم يأتِ من فراغ.

استند أونيل في وضع هذه النسبة إلى دراسة تاريخية لبيانات الأسواق الأمريكية على مدار أكثر من 130 عامًا، ووجد أن أغلب الأسهم “القوية” لا تنخفض عن نقطة الشراء بأكثر من 7–8% إلا في حال وجود خلل حقيقي بالسهم أو السوق.

فإذا حدث هذا التراجع، فهو مؤشر مبكر إما على ضعف توقيت الدخول أو على بداية ترند هابط للسهم، وبالتالي فإن البيع يكون الخيار الأكثر أمانًا.

كيف يتم تطبيق القاعدة عمليًا؟

لنفترض أن مستثمرًا اشترى سهمًا بسعر 100 دولار.

وفق القاعدة، ينبغي عليه تحديد مستوى وقف الخسارة عند 93 دولارًا أو 92 دولارًا كحد أقصى.

إذا وصل السهم إلى هذا المستوى أو تجاوزه هبوطًا، يجب تنفيذ البيع فورًا دون انتظار أو تحليل إضافي.

دروس من فيسبوك وأخطاء المؤسسات

حين اخترق سهم “ميتا” مستوى 377.55 دولارًا في أغسطس 2021، لم يكن حجم التداول قويًا، وهي علامة مقلقة.

وبالفعل، بدأ التراجع سريعًا حتى كسر متوسطه المتحرك لـ50 يومًا، ثم هوى إلى 349.80 دولار، مسجلًا انخفاضًا بنسبة 7% من نقطة الدخول المثالية.

باع المستثمرون الذين التزموا بالقاعدة عند هذا التراجع، ونجوا من الانهيار الكبير.

أما من تمسكوا بالأمل، فقد احتاجوا إلى أكثر من عامين – حتى يناير 2024 – ليعود السهم إلى مستوياته السابقة، في دورة استثمارية مرهقة نفسيًا وماديًا.

وفي حالة أخرى، أدى غياب حدود الخسارة في صندوق “LTCM” الأمريكي عام 1998 إلى خسائر هائلة، رغم استخدام الصندوق لنماذج كمية دقيقة، والدرس كان واضحًا: بدون أدوات وقف الخسارة، لا تنجح حتى أكثر الاستراتيجيات تطورًا.

هل القاعدة فعالة دائمًا؟

بالتأكيد، القاعدة لا تُطبق بشكل عشوائي، ويجب مراعاة السياق:

  • في الأسواق الصاعدة: يمكن الالتزام التام بنسبة 7–8%.
  • في الأسواق الهابطة: يُفضل خفض الحد إلى 3–4% لتفادي الخسائر المتراكمة.

كما أن القاعدة لا تنطبق على كل تحرّك سعري.

فإذا ارتفع السهم من 100 إلى 150 دولارًا ثم هبط إلى 138، فإن هذا لا يستدعي البيع، لأن التراجع لم يحدث من نقطة الدخول، بل من قمة ربحية.

النقد والمرونة

رغم فعالية القاعدة، إلا أنها ليست محصّنة من الانتقادات.

يرى بعض المحللين أنها قد تؤدي إلى بيع الأسهم الجيدة بسبب تقلبات قصيرة الأجل، ما يسبب خسائر صغيرة ومتكررة، وقد لا تناسب المستثمرين طويلَي الأجل.

كما أنها قد تكون أقل ملاءمة للأسهم عالية التقلب (بيتا مرتفعة)، حيث يمكن أن تتحرك الأسعار بمعدلات تفوق الـ7% يوميًا أحيانًا، دون أن تعني تغيرًا جوهريًا.

قاعدة جني الأرباح

ويليام أونيل لا يوصي بالاحتفاظ بالأسهم لتحقيق أرباح مفرطة.

بل يرى أن جني الأرباح عند تحقيق مكسب بين 20% و25% هو الخيار الأمثل.

لكن في حالة ارتفع السهم بهذا المقدار خلال فترة قصيرة (من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع)، فإنه يُفضل الاحتفاظ به لمدة ثمانية أسابيع على الأقل، وفقًا لما يعرف بـ قاعدة الـ8 أسابيع، وهو ما يطبقه كبار مستثمري النمو.

السر يكمن في الانضباط

لا يتطلب الاستثمار الناجح عبقرية بقدر ما يتطلب انضباطًا صارمًا في تطبيق القواعد.

و”قاعدة الـ7%” ليست سوى أداة من أدوات التحكم في المخاطر، تُجنب المستثمر الدخول في دوامة الخسائر طويلة الأمد، وتمنحه فرصة للعودة مجددًا من موقع أقوى.

في النهاية، الحفاظ على رأس المال أهم من المكاسب الكبيرة، لأن المال المستثمر هو الوقود لأي فرصة قادمة.

وكما يقول أونيل: “النجاح في الأسواق لا يعني أنك على صواب دائمًا، بل أنك تعرف متى تكون مخطئًا… وتتصرّف فورًا.”

الرابط المختصر
آخر الأخبار
الحكومة تنفي تأثر مصر بتسريبات إشعاعية: لا تغيير في مستويات الإشعاع داخل البلاد رانيا المشاط تفتح حوارًا اقتصاديًا مع طلاب كبرى جامعات بريطانيا: مصر تركز على التمويل المستدام والتح... ميناء دمياط يستقبل 8 سفن جديدة ويواصل نشاطه المكثف في تصدير واستيراد السلع الأسهم الجنوب إفريقية تخسر 3.7 مليار دولار مع هروب المستثمرين الأجانب في أطول موجة نزوح منذ خمس سنوا... سعر الريال القطري اليوم السبت 14 يونيو 2025 في ختام التعاملات المسائية وزير البترول من الصحراء الغربية: خطة لرفع إنتاج بتروشهد إلى 11 ألف برميل يوميًا وتسريع عمليات غرب عا... أسعار الذهب اليوم السبت 14 يونيو 2025 في ختام التعاملات المسائية.. استقرار محلي رئيس الوزراء من مصنع «بيتي» بالنوبارية: نُعزز دور القطاع الخاص ونستهدف مساهمته بنسبة 65% من الناتج ا... أسعار العملات الأجنبية اليوم السبت 14 يونيو 2025 في ختام التعاملات المسائية في ختام جولته.. وزير الإسكان يتابع مشروعات حياة كريمة بكفر الشيخ ويتفقد محطة معالجة قمسيون بمطوبس