سعيد الأطروش يكتب: ماذا لو فهم أردوغان رسالة المهندس حسين صبور رحمه الله؟
بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين مصر وتركيا وصلت إلى حد سحب السفراء بين البلدين و بالزيارة التاريخية والمهمة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة تبدأ اليوم مرحلة جديدة تنهي الخلافات السياسية الحادة بين القاهرة وأنقرة التي وصلت إلى مرحلة أنا أو أنت واليوم وبعد محاولات المصالحة التي بدأت بمصافحة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان في افتتاح كأس العالم بقطر وانتهت إلى زيارة مهمة في توقيت مهم للرئيس التركي للقاهرة ستكون بداية لمرحلة مختلفة وشراكة قائمة على مبدأ المصالح والمكسب للطرفين.
والموقف المصري من عودة العلاقات إلى طبيعتها الكاملة كان مرهونًا بأفعال وخطوات على الأرض من قبل الجانب التركي، وهو ما نتج عنه الكثير من المكاسب وأهمها من وجهة نظر اقتصادية عودة مجلس الأعمال المصري التركي المشترك بجمعية رجال الأعمال برئاسة المهندس عادل اللمعي بعد توقف استمر لأكثر من 10 سنوات توترت فيها الأوضاع لكن ظل الملف الاقتصادي مفتوحًا.
خسائر سياسية واقتصادية كبيرة تسببت فيها هذه القطيعة وآن الآوان أن تعود العلاقات بين القاهرة وأنقرة على مبدأ الفوز المشترك وتقاسم المكاسب أو كما قالها المهندس حسين صبور رحمه الله عندما زار أردوغان مصر، ونظمت جمعية رجال الأعمال هذا المؤتمر، وكان وقتها المهندس حسين صبور رئيسًا للجمعية، وقالها بمنتهي الوضوح والصراحة، إن مصر دولة كبيرة ولا تقبل أن تكون تابعة لأي أحد، بل شريكا.. قد تمر مصر بأزمات لكنها تبقي دولة مهمة ومؤثرة وقال في كلمته واصفًا العلاقة بين مصر وتركيا كرقصة التانجو الشهيرة والتي تؤدي ثنائية ولا يمكن أن تكون بفرد واحد.
وقتها أغضب كلام الراحل حسين صبور أردوغان وللأسف مجلس الوزراء وقتها، وهو أمر مستغرب أن يكون الدفاع عن اسم بلدك ووزنها وقيمتها أمر محل نقاش بالإضافة إلى أن الأيام أثبتت صحة موقف المهندس حسين صبور، فماذا كان سيتغير إذا ما وعي أردوغان وقتها الدرس والرسالة؟
اليوم نطوي صفحة الماضي وأهلاً برئيس تركيا في مصر في إطار علاقات ومصالح متوازنة تخدم بلدنا وتشكل حلفًا جديدًا قديمًا في مواجهة اللعب بالنار في المنطقة وخاصة في ملف القضية الفلسطينية ووقف العدوان علي الأشقاء في فلسطين وأعتقد أنه من المهم أن تشكل هذه الزيارة بداية نظام إقليمي تقوده مصر وتركيا يكون له تأثير اقتصادي وسياسي وأمني في المنطقة بعدما ثبت هشاشة العلاقات في المنطقة وثبتت نظرية رقصة التانجو التي وجهها المهندس حسين صبور رحمه الله إلى أردوغان قبل سنوات.