مصطفى عبيد يكتب: الصلب المخصوص أحد ركائز تعميق الصناعات المحلية
تحتاج الصناعات الهندسية مثل المعدات، الآلات، قطع الغيار، الاسطمبات … إلخ إلى خامات صلب مخصوص وليست صناعة حديد والفرق كبير بين صناعة الحديد وصناعة الصلب .
وللأسف فإن كل الصلب المخصوص الذي تحتاجه كافة قطاعات الصناعة يستورد من الخارج بمئات الملايين من الدولارات سنويًا .
وبالدراسة – مصر تحتاج إلى دعوة المستثمرين الأجانب إلي توطين هذه الصناعة في مصر وتقديم كافة التسهيلات لهذه الصناعة للمستثمر الأجنبي أو المصري أو المشترك لجذبه إلى إنشاء هذه الصناعة في مصر لتكفي استهلاكنا و تصدير الفائض مما يوفر علي مصر إجمالي قيمة الاستيراد والتي تتجاوز المليار دولار بل نستطيع أن نجلب ضعف هذا المبلغ من التصدير .
وترتكز صناعة الصلب المخصوص منذ 200 عام في أوروبا وكان لدينا في مصر شركة وحيدة للصلب المخصوص بدأت منذ 30 عامًا في مدينة السادات وهي شركة اركوستيل وهذه الشركة بدأت بداية قوية و انتجت الصلب المخصوص وأيضًا أعمدة الاستانلس ستيل المخصوص وجودتها تنافس الإنتاج الأوروبي.
و خلال الفترة من 2005 إلى 2012 كانت تصدر 100% من إنتاجها إلى ألمانيا – إيطاليا – أسبانيا ولكن تعثرت الشركة وتوقفت بعض الوقت وتم بيعها إلى مستثمر وطني.
و قام المستثمر المصري بإعادة هيكلة الشركة وتطويرها ولكن للأسف طالبته وزارة الصناعة بتجديد رخصة المصنع بحوالي 300 مليون جنيه – مما جعل المشتري الجديد يضطر إلى استخدام معدات الشركة في إنتاج البليت و حديد التسليح مما أفقد مصر وحدة إنتاجية اقتصادية نحن في أشد الحاجة إليها بل نحتاج إلى 10 شركات مثيلة لتغطية احتياجات الصناعة المحلية .
هل نحن نسير عكس الاتجــاه بدلًا من دعوة مستثمرين لإقامة صناعة تحتاجها مصر لتعميق التصنيع المحلي أو أن نلغيها بدلًا من دعمها .
اتمنى دعوة المستثمرين للدخول في هذه الصناعة مع الإعفاء من قيمة الرخصة ومنح أراضي صناعية بخصم 50% من قيمتها .
لابد أن ننظر إلى آفاق المستقبل وكفي النظر تحت أقدامنا.. يجب ألا نفرح بقيمة رخصة حاليًا وشروط قاسية لجلب أموال فورية ونفقـد العائد الذي يعود علي مصر من صناعات جديدة وتشغيل عمالة وتخفيض فاتورة استيراد وجلب عملة صعبة تشارك في تحقيق رؤية مصر بالوصول بالصادرات إلى 100 مليار دولار.
” هل من تدخل سريع لإنقاذ الشركة الوحيدة في مصر لإنتاج الصلب المخصوص؟ “