عندما تكرر الحكومة نفس الاخطاء لا تنتظروا أن يتغير الوضع بل وجب التنبيه الي ضرورة التحوط من موجة جديدة من انفلات الاسعار في ظل غياب حقيقي للرقابة على الأسواق وضبط إيقاع الاسعار في وجود جشع لا متناهي من معظم التجار
ارتفع بالفعل سعر الدولار داخل البنوك وبدأت ألاعيب السوق السوداء تظهر من جديد أملا في العودة من جديد لتكمل سلسلة أخطاء الحكومة في مواجهة تجار الأزمات والأغنياء الجدد المتاجرين بالعملة الأجنبية
الأجازة الطويلة الغير مبررة والتي تتنافى مع طبيعة الاقتصاد المترهل سببا رئيسيا في ارتفاع سعر الدولار الي ما دون الخمسين جنيها إلى اليوم فمع العودة للعمل طبيعي أن تلبي البنوك الطلبات المؤجلة والإفراجات الجمركية المتأخرة والاعتمادات بالنقد الأجنبي التي توقفت بسبب الأجازة الطويلة والتي يجب ان يكون للبرلمان وقفة جادة مع الحكومة لوضع حد لسلسة الاجازات الطويلة التي نتحمل تبعاتها المالية والاقتصادية والاجتماعية
وفي رأيي أن الخطأ الأكبر تكرار نفس السيناريو السيء جدا بالاعتماد علي الاموال الساخنة والتي تتحرك بسرعة كبيرة جدا بحثا عن الفوائد في الاسواق العالمية وهذا الامر تكرر أثناء تولي طارق عامر محافظ البنك المركزي السابق والذي كشفته الاموال الساخنة وكلفنا هذا الامر انفلات غير مسبوق في التضخم وزيادة الأسعار التي ضغطت على كل الأسر بلا رحمة
والخطأ الثالث للحكومة هو عدم القدرة والسيطرة على تجار العملة الذين أصبحوا يشكلون مراكز قوى عميقة لايليق أبدا تركهم بدون عقاب أو حساب أو لوم
أتمني أن تتدارك الحكومة الأمور قبل أن ينجح خفافيش الظلام ومحترفي مص دم الغلابة في الظهور من جديد وأنا كنت اري كم هم بارعون ويمتلكون من الاحترافية والتماسك ما يجعلهم قادرين علي العودة من جديد بل وصنع الفخ تلو الاخر لفريسة سهلة تكرر نفس الاخطاء بنفس الطريقة
لعن الله الأجازات الطويلة وخيب الله ظني في قدرتنا علي علاج هذه الاخطاء وسقي الله المتاجرين بقوت الناس ومصائرهم وأزماتهم مرارة الحاجة وتوفير احتياجات كل أسرة تعاني الفقر والبطالة بسبب تجار الأزمات لعنهم الله
يقول الله عز وجل (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) [الكهف:104]