تطورات أسواق السلع العالمية.. تقلبات النفط وصعود البن في مقدمة المشهد

تواجه أسعار بن أرابيكا ارتفاعات كبيرة تقترب من مستويات لم تشهدها الأسواق منذ أكثر من عقد، حيث تزايدت المخاوف من أن موجات الحرارة والجفاف في البرازيل أكبر منتج للبن في العالم، قد تهدد المحاصيل في مرحلة حيوية من الإزهار.

وشهدت أسعار البن ارتفاعاً كبيراً الأسبوع الماضي، مسجلة أعلى مستوياتها منذ عام 2022، قبل أن تواجه مقاومة عند تجاوز هذه العتبة التي لم تُخترق منذ 13 عاماً.

وأشار ريجيس ريكو، مدير في شركة “أر أر كونسولتوري رورال” (RR Consultoria Rural)، إلى أن مناطق إنتاج بن أرابيكا لم تشهد هطول أمطار مناسبة منذ مارس الماضي، مما يزيد من حدة المخاوف بشأن المحصول.

أسعار النفط

وتعاني عقود خام غرب تكساس الوسيط من صعوبة في الخروج من حالة الركود، وسط تحديات تفوق العوامل الاقتصادية الأساسية.

ويُلاحظ أن هذه العقود تواجه مقاومة تقنية عند محاولة اختراق متوسطها المتحرك لأجل 200 يوم، وذلك في ظل التوقعات السلبية لنمو الاقتصاد الصيني -أكبر مستورد للنفط في العالم.

وتشكل التحديات الاقتصادية الأساسية، مثل احتمال استعادة “أوبك+” للإنتاج المخفض لاحقاً هذا العام، العقبة الرئيسية أمام صعود النفط، إلا أن التداولات الخوارزمية زادت من تعقيد الوضع في السوق.

المعادن النفيسة

واستحوذ الذهب على اهتمام المستثمرين بفضل أدائه القوي، فإن وتيرة صعود الفضة كانت أكثر إثارة للإعجاب.

ويُلاحظ أن الفارق بين أسعار المعدنين يشير إلى أن الفضة الأرخص سعراً ربما تتمتع بمجال أكبر للارتفاع، إذ تحتاج حالياً لشراء أونصة واحدة من الذهب حوالي 86 أونصة من الفضة، وهو فارق أكبر بكثير من المتوسط التاريخي لعشرين عاماً.

وتتميز الفضة باستخداماتها الصناعية، مثل تصنيع الألواح الشمسية والإلكترونيات، إلى جانب كونها أصلاً تحوطياً ضد التضخم مثل الذهب.

ضغوط الحبوب

وتعاني أسعار الحبوب من ضغوط هبوطية شديدة، حيث تقترب عقود فول الصويا والذرة والقمح من أدنى مستوياتها منذ 14 عاماً بالمقارنة مع السلع الأخرى.

وانخفض مؤشر العقود المستقبلية لهذه الحبوب إلى أدنى مستوى له منذ عام 2010 مقارنةً بالمجموعات الأخرى من المواد الخام في مؤشر بلومبرغ للسلع الأساسية.

ويعزز هطول الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المعتدلة وسط توقعات بموسم حصاد وفير في الغرب الأوسط الأميركي، حجم المحاصيل ويؤكد وفرة المخزون العالمي.

الغاز الطبيعي

ويشهد مخزون الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ارتفاعاً أكبر من المعتاد مع دخول البلاد فصل الخريف، مما يعزز من الضغوط الهبوطية على الأسعار.

ويزداد المخزون بنسبة 12% عن متوسط خمس سنوات، وذلك بعد شتاء معتدل قلل من الطلب على وقود التدفئة، وصيف لم يكن حاراً بما يكفي لاستنزاف الإمدادات.

وينتظر التجار بفارغ الصبر معرفة ما إذا كان الطقس الشتوي القاسي في الموسم المقبل سيقلل من المخزون مرة أخرى إلى المستويات المعتادة، أو إذا ما كانت وفرة الإمدادات ستستمر.

آخر الأخبار