دعا محمد العريان، كبير الاقتصاديين والرئيس السابق لمديري الاستثمار في بيمكو، بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى إعادة توجيه تركيزه نحو محاربة التضخم المتصاعد، وذلك عقب صدور تقرير الوظائف لشهر سبتمبر، الذي جاء أقوى من التوقعات.
بيانات الوظائف
وأظهرت البيانات أن الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 254 ألف وظيفة، وهو أعلى مستوى لها منذ ستة أشهر، ما أدى إلى ارتفاع في أسواق الأسهم الأميركية وعوائد السندات.
وانخفض معدل البطالة بشكل غير متوقع إلى 4.1%، بينما ارتفع نمو الأجور السنوي إلى 4%.
وقال العريان، في حديث تلفزيوني: “هذه الأرقام تشير إلى أن سوق العمل أقوى مما يبدو للوهلة الأولى”، مضيفاً أن هذه البيانات تؤكد أن التضخم لم ينته بعد.
مقاومة ضغوط الأسواق
وأكد العريان أن هذه النتائج تعني ضرورة تصدي الاحتياطي الفيدرالي للضغوط من الأسواق التي تدفعه نحو التركيز على تحقيق أقصى حد من التوظيف، على حساب السيطرة على التضخم.
وأوضح: “كفانا حديثاً عن ضرورة الانشغال بالتوظيف. يجب أن يظل التركيز على محاربة ارتفاع الأسعار.”
تراجع التوقعات
وقام المستثمرون بتقليص رهاناتهم على تخفيف السياسة النقدية في الشهور المقبلة.
وأشارت التوقعات إلى أن البنك قد يخفض أسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس قبل نهاية العام، وهو ما يعد تراجعاً عن التوقعات السابقة التي كانت تفيد بتخفيض يتجاوز 60 نقطة أساس.
ووأدت البيانات إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل سنتين بمقدار 15 نقطة أساس، لتصل إلى 3.86%، حيث بات السوق أكثر توافقاً مع احتمالات خفض الفائدة.
مواجهة التضخم والفائدة
وختم العريان حديثه بالقول إن هذا التقرير يمثل “تصحيحاً للتوقعات المبالغ فيها بشأن تخفيضات أسعار الفائدة”، ويشير إلى ضرورة أن يكون البنك المركزي أكثر حذراً في قراراته المستقبلية.