قال الدكتور عبدالرحمن طه، خبير الاقتصاد الرقمي، أن اقتصاد الصين، الذي يضم أكثر من 6 ملايين شركة تصنيع، يواجه تحديات كبرى تتمثل في ارتفاع تكاليف العمالة، وانخفاض أعداد السكان في سن العمل، إلى جانب ضرورة الحفاظ على التنافسية ورفع جودة الإنتاج مع خفض التكاليف.
وأوضح أن هذه التحديات دفعت الشركات الصينية إلى التركيز على تطوير الروبوتات وبناء مصانع آلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يعزز الاعتماد على الأيدي العاملة الروبوتية بدلاً من البشرية.
تصنيع يقود التحول
وأشار طه إلى أن شركات صينية بارزة، مثل China Tobacco وBYD، تسعى من خلال شراكاتها مع شركة “زونجوي” إلى بناء خطوط إنتاج آلية تعتمد على التصنيع الذكي.
وتتميز هذه الأنظمة بالسرعة والكفاءة وقلة التكاليف، حيث يتمثل الهدف الأساسي في استبدال القوى العاملة البشرية بالروبوتات لتحقيق نقلة نوعية في القطاع الصناعي.
تصدر سوق الروبوتات
وأوضح طه أن الصين باتت أكبر سوق لصناعة الروبوتات في العالم بجانب اليابان، حيث تمتلك نحو نصف الروبوتات الموجودة عالمياً، بعدد يتجاوز 275 ألف روبوت وفقاً لإحصاءات الاتحاد العالمي للروبوتات.
واعتبر هذا التطور جزءاً من استراتيجية الصين لحل أزمة نقص العمالة الماهرة، مدعومة بإعفاءات تشريعية وسياسات تشجيعية لتوسيع استخدام الروبوتات.
تحديات للعمالة
وحذّر طه من أن هذه الثورة في مجال الروبوتات لا تمثل تحدياً للعمالة الحالية في الصين فحسب، بل تهدد مستقبل العمالة في العالم بأسره.
وأضاف أن الولايات المتحدة وألمانيا واليابان، إلى جانب الصين، تشكل أبرز الدول المشاركة في الثورة الصناعية الرابعة، حيث تُعد هذه الدول مصدّراً رئيسياً للروبوتات التي تُستخدم في السوق الصينية.
نظرة عالمية
وشدد طه على أن التحول نحو التصنيع الذكي يمثل مرحلة حاسمة في الاقتصاد العالمي.
ويتزامن مع استمرار هذه الموجة، أنه سيصبح من الضروري إيجاد حلول مبتكرة للتوفيق بين التكنولوجيا الحديثة والاحتياجات الاجتماعية المتعلقة بالتوظيف