لا شك أن مصر، بتاريخها العريق ومواقفها المشرفة، كانت وستظل الحامي الأبرز للقضية الفلسطينية، حاملةً لواء الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومتمسكةً بالثوابت التاريخية والإنسانية التي لا يمكن التنازل عنها مهما اشتدت الضغوط وتعقدت التحديات.
منذ بدايات القضية الفلسطينية، كانت مصر في طليعة الدول التي رفعت صوتها عاليًا أمام محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي واجه أطماع الاحتلال بثبات وصمود. ومصر، بمواقفها الراسخة، لم تكن يومًا مجرد داعم سياسي أو إنساني عابر، بل كانت دائمًا شريكًا حقيقيًا في معركة الفلسطينيين لاسترداد أرضهم وحقوقهم، مؤمنةً بأن استقرار المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المسلوبة.
إن مصر، التي قادت الحروب ودفعت الدماء دفاعًا عن القضايا العربية، تعتبر أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية أو خلاف حدودي، بل هي جوهر الصراع بين الحق والباطل، بين الاحتلال الذي يسعى لطمس هوية شعب بأكمله، والشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل بقائه.
اليوم، وفي ظل محاولات جديدة لتغيير ديموغرافية الأراضي الفلسطينية عبر مخططات التهجير القسري أو الإقصاء، تعيد مصر التأكيد على رفضها القاطع لأي إجراء يهدف إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من أصحابها أو فرض واقع استيطاني جديد يهدد وجود الفلسطينيين في أرضهم.
موقف مصر واضح وصارم: القضية الفلسطينية ليست ورقة للمساومة أو التفاوض. إنها قضية عادلة لشعب يطالب بأبسط حقوقه في الحياة الكريمة والعيش على أرضه بسلام. ودور مصر، كركيزة للاستقرار في المنطقة، لا يقتصر على الدعم السياسي فقط، بل يمتد إلى التأكيد على أن أي انتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني هو انتقاص من استقرار المنطقة بأكملها.
إن انحياز مصر للقضية الفلسطينية هو انحياز للإنسانية والعدالة. وستظل مصر، بقيادتها وشعبها، السند الأقوى للأشقاء الفلسطينيين، مؤمنة بأن الحل العادل يكمن في إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق لأصحابها، حتى يتحقق السلام الذي طال انتظاره في هذه البقعة المباركة من العالم.
مصر.. صوت الحق في وجه الظلم، وحامي العدل في وجه الطغيان.