أمريكا ترفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 104%.. ماذا يعني ذلك للاقتصاد العالمي؟

أعلنت وكالة الأنباء الأمريكية «أسوشيتيد برس» في تقريرها اليوم الثلاثاء عن تصعيد جديد في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. حيث هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية، وهو ما سيؤدي إلى وصول إجمالي الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية إلى 104%.

هذا التهديد يأتي في وقت حساس، بعد أن أصدرت الصين بيانًا صباح اليوم أعلنت فيه أنها ستُقاتل حتى النهاية وستتخذ إجراءات مضادة لحماية مصالحها.

ومنذ قليل، أعلن البيت الأبيض عن رفع الرسوم الجمركية على الصين 50% لتصل إلى 104% على أن يبدأ التطبيق غدا الأربعاء.

وزارة التجارة الصينية أكدت أن فرض الرسوم الأمريكية على الصين هو تنمر أحادي الجانب ولا أساس له من الصحة، مشيرة إلى أن الإجراءات المضادة التي ستتخذها بكين تهدف إلى حماية سيادتها وأمنها الاقتصادي، فضلاً عن الحفاظ على النظام التجاري الدولي الطبيعي.

أثر الرسوم على الاقتصاد الأمريكي

إذا تم تطبيق هذه الرسوم، فإنها ستتراكم على التعريفات الجمركية الحالية التي تبلغ 20% المفروضة على بعض المنتجات الصينية، بالإضافة إلى 34% من الرسوم التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي الرسوم إلى 104%.

هذه الزيادة ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين وقد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في سلاسل التوريد الدولية.

من جهة أخرى، حذر الخبراء من أن هذه السياسات قد تحفز الصين على إغراق الأسواق الدولية بسلع أرخص، وتكثيف علاقاتها التجارية مع شركائها الآخرين مثل الاتحاد الأوروبي، ما قد يؤدي إلى تراجع العلاقات التجارية بين أمريكا والصين.

التأثير على الأسواق العالمية

هذا التصعيد يثير القلق في أسواق الأسهم العالمية، حيث شهدت أسواق الأسهم من طوكيو إلى نيويورك حالة من الاضطراب مع تفاقم المخاوف من حرب تجارية مالية مدمرة.

على الرغم من أن ترامب كان قد تفاخر في السابق بمكاسب سوق الأسهم، إلا أن هذه السياسات قد تؤدي إلى انعكاسات سلبية على الأسواق في حال استمرت التصعيدات.

الصين ترد على التهديدات 

وزارة التجارة الصينية أكدت في بيانها أن الرسوم الأمريكية «غير قانونية» وأن الصين ستواصل اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية مصالحها الاقتصادية.

وصرحت بأن السياسات الأمريكية لن تؤثر على عزيمة الصين في التوسع في أسواق أخرى.

اتجاهات جديدة في التجارة

على خلفية التصعيد الأمريكي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تركيزه على تنويع شراكاته التجارية بعيدًا عن الولايات المتحدة، مع التطلع إلى استكشاف فرص تجارية في أسواق أخرى.

أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أكدت أن الاتحاد الأوروبي يرى فرصًا هائلة في مناطق أخرى من العالم بعيدًا عن التأثيرات السلبية للنزاع الأمريكي-الصيني.

التأثير على الاقتصاد العالمي 

تعد الصين من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في مجال السلع الاستهلاكية.

وقد يتسبب التصعيد في تقليص حجم التجارة بين البلدين، مما يزيد من العجز التجاري بينهما، الذي وصل في عام 2024 إلى نحو 263 مليار دولار.

هذا التوتر قد يؤدي إلى تعطيل سلاسل الإمداد وزيادة تكاليف الإنتاج للعديد من الصناعات في الولايات المتحدة.

تستمر الأسواق في مراقبة التطورات بترقب، مع مخاوف متزايدة من أن التصعيد الاقتصادي قد يطال المزيد من القطاعات العالمية، ويزيد من تداعيات حرب الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادات العالم.

الرابط المختصر
آخر الأخبار