في زمن باتت فيه المهنة تجارة، وتحول فيه كثير من النبلاء إلى باعة مهارات، يلمع اسم الطبيب الإنسان، الدكتور عبد الحليم موسى، يحفظ للطب إنسانيته، وللعلم قدسيته، وللمريض كرامته.
لم يكن اسمه مجرد ترديد بين الناس، بل كان حكاية تروى عن مهارة جراحية نادرة، وقلب يفيض رحمة وإنسانية.
سمعتُ عنه كثيرًا، وكثيرًا ما حدثوني عن مهارته، وطيب معشره، وعظمة تواضعه، ولكن كما قيل: ليس من سمع كمن رأى، وحين أتيحت لي الفرصة لملاقاته، أدركت أن الكلمات لم توفه حقه.
خريج جامعة الأزهر العريقة، التي لا تزال تنجب للعالم أطباء يحملون رسالة العلم والخلق معًا، أثبت الدكتور عبد الحليم موسى أن التفوق لا يُقاس بشهادات تُعلّق على الجدران فقط، بل بسير ومسيرات تحفر في القلوب قبل أن تُكتب في السجلات.
في عالم المخ والأعصاب والعمود الفقري، حيث الدقة عنوان والمهارة مطلب، تألق الدكتور عبد الحليم كواحد من أمهر الجراحين وأكثرهم تفانيًا.
لم تغره المناصب ولا الأموال، بل ظل وفيًا لقسمه، صادقًا مع نفسه ومهنته، محافظًا على شرف المهنة في زمن اهتزت فيه القيم.
أرفع له قبعة الاحترام، وأقدم له أسمى آيات الشكر والعرفان، فهو نموذج نفتخر به ونتمسك به قدوة في زمان يحتاج بشدة إلى أمثاله.
بارك الله فيه، وأكثر من أمثاله، ونفع به البلاد والعباد.
في زمنٍ يُباع فيه كل شيء.. بقى هو الطبيب الإنسان.