تراجعت أسعار الذهب في تعاملات الثلاثاء، متأثرة بانحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، ما أدى إلى تراجع الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن، في وقت يترقّب فيه المستثمرون صدور بيانات اقتصادية أميركية من شأنها أن تؤثر في توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
تحسّن بيئة المخاطر
وفقًا لوكالة رويترز، سجّل الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.8% ليصل إلى 3,314.65 دولارًا للأونصة، فيما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.7% إلى 3,324.20 دولارًا.
وتزايدت مؤشرات التحسّن في بيئة المخاطر، بدعم من تفاؤل الأسواق بإمكانية تجاوز أسوأ فصول النزاعات التجارية، بعد تصريحات إيجابية حول تقدم المفاوضات بين واشنطن وعدد من شركائها التجاريين.
تحرّكات لخفض التوترات
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت إن عدة دول قدّمت مقترحات جيدة جدًا لتفادي الرسوم الأميركية، مرجّحًا أن تكون الهند من أوائل الدول التي تُبرم اتفاقًا تجاريًا. كما أشار إلى أن الصين أبدت استعدادًا لتهدئة التوترات عبر إعفاء بعض السلع الأميركية من رسومها الانتقامية.
وفي خطوة مماثلة، أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب عن نيتها تخفيف أثر الرسوم الجمركية المفروضة على قطاع السيارات، من خلال تقليل الأعباء عن الأجزاء الأجنبية المستخدمة في السيارات المُجمّعة محليًا.
مخاوف الركود تلوح في الأفق
رغم هذا التحسّن الظاهري، أشار استطلاع أجرته رويترز إلى أن غالبية الاقتصاديين لا يستبعدون دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود هذا العام، مرجعين ذلك إلى أثر السياسات الجمركية على ثقة الأعمال.
وكانت أسعار الذهب قد بلغت الأسبوع الماضي مستوى تاريخيًا غير مسبوق عند 3,500.05 دولارًا للأونصة، مدفوعة بتصاعد حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي على مستوى العالم.
ويُنتظر أن يتابع المستثمرون خلال الأسبوع بيانات حاسمة تشمل تقرير الوظائف الشاغرة، ونفقات الاستهلاك الشخصي، وتقرير الوظائف غير الزراعية.
توقعات بارتفاع طويل الأجل للذهب
ورجّح محللون استمرار الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب على المدى الطويل، بدعم من توجه البنوك المركزية في الأسواق الناشئة إلى تنويع احتياطاتها خارج الدولار الأميركي.
وفي سوق المعادن الأخرى، تراجعت أسعار الفضة بنسبة 0.6% إلى 32.98 دولارًا للأونصة، وانخفض البلاتين بنسبة 0.2% إلى 984.65 دولارًا، بينما هبط البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 944.34 دولارًا.