الأسهم الجنوب إفريقية تخسر 3.7 مليار دولار مع هروب المستثمرين الأجانب في أطول موجة نزوح منذ خمس سنوات

موجة نزوح استثماري تضرب بورصة جنوب إفريقيا منذ أكتوبر الماضي

تكبدت سوق الأسهم في جنوب إفريقيا خسائر ضخمة تجاوزت 3.7 مليار دولار، نتيجة خروج رؤوس الأموال الأجنبية على مدى شهور متواصلة منذ أكتوبر 2024، في أطول موجة انسحاب للمستثمرين الأجانب منذ خمس سنوات، وفقًا لتقرير صادر عن معهد التمويل الدولي (IIF).

وتُظهر البيانات أن ثقة المستثمرين الأجانب في البورصة الجنوب إفريقية لا تزال ضعيفة، إذ سجلت السوق تدفقات خارجة سنوية متواصلة منذ عام 2022.

بينما تسارعت وتيرة الخروج المالي بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة، لتتجاوز ضعف ما تم سحبه في عامي 2023 و2024 مجتمعين (1.9 مليار دولار).

هيكل سياسات غير مشجع

رغم تسجيل بورصة جوهانسبرج أداءً قويًا من حيث العوائد بنسبة 29% منذ بداية 2025 (بالدولار)، وهي من أعلى النسب عالميًا بعد بورصات اليونان وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا، إلا أن الأسواق لم تنجُ من نزيف المستثمرين الأجانب.

وفي هذا السياق، قال “جراهام تاكر”، مدير المحافظ في مجموعة أولد ميوتشوال، إن “سلوك المستثمرين الأجانب أقرب إلى السياح الماليين، يأتون لصفقات مؤقتة، خاصة في أسهم الذهب عند صعودها، لكنهم يغادرون سريعًا في ظل غياب يقين بالسياسات الاقتصادية طويلة الأمد”.

وأوضح أن هذا السلوك يعود إلى تراجع نصيب الفرد من الدخل الوطني، وضعف النمو الاقتصادي المزمن في البلاد.

مقارنة مع أسواق ناشئة أخرى

وفي الوقت الذي شهدت فيه الأسواق الناشئة موجة خروج مماثلة منذ أكتوبر الماضي، انعكست الصورة نسبيًا في مايو 2025، مع تسجيل عودة ملحوظة للتدفقات المالية إلى أسواق مثل البرازيل، وتركيا، وتايوان، وكوريا الجنوبية.

ورصد التقرير أن دول أمريكا اللاتينية بدت أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب الذين يتجهون لإعادة توزيع استثماراتهم خارج السوق الأمريكية، ما يمنحها فرصة أفضل للاستفادة من تغير التوجهات العالمية.

أحجام تداول مرتفعة 

في الأسبوع المنتهي يوم الجمعة الماضي، بلغت مشتريات المستثمرين غير المقيمين نحو 30 مليار راند جنوب إفريقي، وهو أعلى مستوى أسبوعي خلال سنوات، لكن عمليات البيع قابلت ذلك بحجم بلغ 24.7 مليار راند، ما قلّص صافي التأثير الإيجابي.

وبحسب بيانات معهد التمويل الدولي، فقد بلغ صافي مبيعات الأجانب منذ بداية 2025 نحو 5.9 مليار دولار، أي بزيادة مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

حالة عدم يقين مستمرة

أشار إسحاق ماتشيجو، الاقتصادي في بنك “نيدبانك”، إلى أن ارتفاع حجم التداولات الخارجية لا يعكس بالضرورة ثقة متجددة، بل يعبر عن حالة عدم اليقين العالمية وتذبذب التوقعات الاقتصادية، مؤكدًا أن الأساسيات الاقتصادية لجنوب إفريقيا لم تشهد تحسنًا جوهريًا حتى الآن.

وبحسب بيانات هيئة الإحصاء الجنوب إفريقية، ظل الناتج المحلي الإجمالي راكدًا في الربع الأول من عام 2025، متأثرًا بستة أشهر متتالية من الانكماش في قطاعات التعدين والصناعة، ما يسلط الضوء على عمق التحديات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

الرابط المختصر
آخر الأخبار