نظمت وزارة التعاون الدولي، اليوم الإثنين، زيارة للوفد رفيع المستوى للمديرين التنفيذيين للبنك الدولي، إلى عدد من المشروعات التنموية التي ساهم فيها البنك في محافظة أسوان، وتضمنت مشروع الحماية الاجتماعية “تكافل وكرامة”، بالكوبانية وعدد من المشروعات متناهيه الصغر، وذلك في ختام زيارتهم إلى مصر التي استمرت 5 أيام، وقامت بتنظيمها وزارة التعاون الدولي بالتعاون مع مكتب البنك الدولي بالقاهرة، ومكتب المدير التنفيذي لمصر لدى البنك الدولي في واشنطن.
وقام وفد المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، بجولة بمركز “تكافل وكرامة”، بالكوبانية بأسوان، يرافقهم السيدة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، وممثلين عن وزارة التعاون الدولي، وأدار أعضاء الوفد، حوارًا مع المستفيدين من برنامج الدعم النقدي المشروط تكافل وكرامة، ورأيهم في البرنامج وكيفية تأثيره على حياتهم، حيث يعد برنامج تكافل وكرامة للتحويلات النقدية المشروطة وغير المشروطة من بين أكبر استثمارات الحكومة المصرية في تنمية رأس المال البشري، وهو برنامج لشبكات الأمان الاجتماعي أُطلِق في عام 2015 بمساهمة من البنك الدولي على مرحلتين الأولى في 2015 بقيمة 400 مليون دولار، والثانية في 2019 بقيمة 500 مليون دولار، في إطار محفظة التعاون بين جمهورية مصر العربية والبنك الدولي، وتتولى وزارة التضامن الاجتماعي تنفيذ برنامج تكافل وكرامة الذي يغطى حتى الآن 2.6 مليون أسرة أي ما يعادل أكثر من 10 مليون مواطن، ويعد برنامج تكافل دعمًا مشروطًا لدخل الأسرة يهدف إلى زيادة استهلاكها من الغذاء، والحد من الفقر، وفي الوقت نفسه تشجيع الأسر على إبقاء أطفالها في المدارس وتزويدها بما تحتاج إليه من الرعاية الصحية، وبالإضافة إلى ضمان حصول الأسر الأولى بالرعاية على خدمات التغذية الأساسية، يهدف البرنامج إلى بناء “رأس المال البشري”، للجيل القادم.
وأكد المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، أن برنامج تكافل وكرامة يتوافق إلى حد كبير مع مشروع البنك الدولي “رأس المال البشري”، ويقوم على الاستثمار في البشر من خلال التغذية والرعاية الصحية والتعليم الجيد، والوظائف، والمهارات وهو عامل رئيسي للمساهمة في القضاء على الفقر، وإيجاد مجتمعات أكثر إنصافًا واحتواء لأبنائها، مشيرين إلى أن برنامج “تكافل وكرامة”، يعد الأكبر في الشرق الأوسط.
وتعليقًا على هذا المشروع، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ومحافظ مصر لدى البنك الدولي، أن مشروع تكافل وكرامة للحماية الاجتماعية، من أكثر المشروعات التي تساهم في تحقيق عدة أهداف أممية للتنمية المستدامة.
وأكدت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن وفد المديرين التنفيذين للبنك الدولى، أطلع على اجراءات وخطوات العمل في برنامج تكافل وكرامة وطرق الاستهداف والتنقية وإدارة عمليات التظلمات ودمج برامج الدعم النقدي ومنها الضمان الاجتماعي في برنامج واحد هو تكافل وكرامة.
وعقب ذلك، زار المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، عدد من المشروعات متناهيه الصغر في أسوان، بحضور ممثلين عن وزارة التعاون الدولي وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث التقى أعضاء الوفد بنحو 35 سيدة من السيدات الحاصلات على قروض متناهية الصغر لعرض وتصنيع منتجاتهم من الحرف اليدوية المميزة لمحافظة أسوان مثل حرف الخوص والعرجون والخرز والخيط، وذلك في إطار مشروع إتاحة التمويل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في مصر والذي ساهم فيه البنك الدولي بقيمة 300 مليون دولار، واستفاد منه 174 ألف شخص منهم 42 % من السيدات، وخلال زيارتهم إلى مصر، التقى المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، بعدد من رواد ورائدات الأعمال، للتعرف على مشروعاتهم الناشئة والدور الذي تقوم به الحكومة في تمكينهم اقتصاديًا بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وضم وفد المديرين التنفيذيين للبنك الدولى، الدكتور ميرزا حسن، عميد مجلس المديرين التنفيذيين والمدير التنفيذي بالبنك الدولي، والسفير راجي الأتربي، المدير التنفيذي المناوب لمصر والدول العربية بالبنك الدولي، وجان كلود تشاتشوانج “جيبوتى”، ويورجن زاتلر “المانيا”، وأدريان فرنانديز “أوروجواي” وآن كاباجامبى “أوغندا”، ورومان مارشافين “روسيا”، وريتشارد مونتجمري “المملكة المتحدة”، وأبارنا سوبراماني “الهند”، وكاتارزينا كوروفسكا “بولندا”، إضافة إلى مارينا ويس، مديرة مكتب البنك الدولي في مصر، ووليد لبادي، مدير مكتب مؤسسة التمويل الدولية في مصر.
وكان وفد المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، استهل زيارته إلى مصر، والتي تعد الأولى منذ عام 2014، بعقد لقاء الخميس الماضي، مع الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، لبحث الاستراتيجية الجديدة للتعاون بين مصر والبنك الدولي وفق أولويات الحكومة المصرية، والإصلاحات الهيكلية والتشريعية التي ستقوم بها لزيادة تمكين القطاع الخاص والاستثمار في رأس المال البشري خاصة في الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، ثم استقبل الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء وزراء المجموعة الاقتصادية، أعضاء الوفد، أعقبه اصطحاب الدكتورة رانيا المشاط، وفد المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، صباح الجمعة الماضي، في جولة بكل من منطقة الاهرامات، والمتحف المصري الكبير، كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح السبت الماضي، أعضاء وفد المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، بحضور وزيرة التعاون الدولي، حيث شهد اللقاء استعراض التقدم المتحقق في تنفيذ المشروعات القومية التي تتيح المزيد من فرص العمل خاصة للشباب، وتساهم في إعادة تشكيل خارطة مصر التنموية وجذب المزيد من الاستثمارات، فضلًا عن مناقشة سبل تطوير التعاون بين مصر والبنك الدولي في مختلف المجالات خاصة في مشروعات البنية التحتية، قبل أن يتجه المديرين التنفيذيين للبنك الدولي إلى أسوان لزيارة عدد من المشروعات التنموية في ختام زيارتهم إلى مصر.