قال أحمد حلاوة، عضو الجمعية العمومية للاتحاد المصري للغرف السياحية، إنه إذا ذكرنا الهجرة غير الشرعية تدور في مخيلتنا مواجهة الأمواج العاتية في عرض البحر وغرق المراكب، مشيرا إلى أن أحلام الشباب وطموحاتهم في الفترة الحالية تتمثل في الوصول إلى أرض الأحلام “أوروبا” ضاربين بعرض الحائط تعريض حياتهم لخطر الموت، فأغلب الشباب يُجازف بماله ونفسه في سبيل الوصول لأوروبا.
وأضاف “حلاوة”، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “منتصف الأسبوع”، المذاع عبر فضائية “الحدث اليوم”، مساء اليوم الثلاثاء، أن هناك قصصا مُرعبة تم استقصائها من أحد الشباب الذين قاموا بهجرة غير شرعية عن طريق تركيا فيقول: “تبدأ رحلة المعاناة من بعد الحصول على تأشيرة تركيا وهنا يواجهنا مشكلة وهي “التصريح الأمني” فنقوم بمراوغة الأمن بالذهاب إلى دولة أخرى ترانزيت ثم منها إلى تركيا وهناك نتقابل مع أحد المهربين ويقوم بعرض ثلاثة طرق أقصرهما البحر فيقوم بإنزالنا في زوديك “قارب صغير” ومن ثم نعبر المياه في اتجاه الحدود اليونانية، وهنا نواجه خطر الموت في المرة الأولى وإذا نجينا فنقوم بالوصول إلى الحدود اليونانية وهنا تبدأ رحلة تستمر لمدة ما بين 10 إلى 20 يوما سيرا على الأقدام في غابة وجبال واعرة وبرودة قاسية نُقابل فيها حيوانات شديدة الخطورة ونواجه فيها الموت مرارًا وتكرارًا ونمر على بقايا جثث متحللة .. جماجم وعظام بشرية .. إنه الموت في كل مكان، ثم نصل إلى أقرب مكان نسير إليه عن طريق الأضواء وما إن وصلنا إلى المدينة قمت بالبحث عن أقرب مكان لأطمئن أهلي فأنا منذ 16 يوما لم أتحدث مع أحد، ونأكل من أوراق الشجر وهنا تحدث المفاجأة الشرطة في المكان وتم القبض علينا وإيداعنا في مركز للشرطة ثم ترحيلنا في مصر، معقبا: “هنا انتهت الأحلام بعد هذه المعاناة الشديدة التي عرضت فيها نفسي للموت عشرات المرات .. تجربة قاسية لن أكررها أبدا”.
وتابع: “هناك الكثير من القصص والحكايات في كثير من مدن وقرى الدقهلية والغربية المحافظات الأكثر هجرة لأوروبا، ففي قرية كتامة التابعة لمركز طلخا دقهلية منذ ما يزيد عن 12 عاما فقدت القرية ثلاثة أشخاص من أبنائها ولا يعلم أهل القرية عنهم أي معلومات حتى الآن وتركوا خلفهم عائلاتهم وأبنائهم وهم في رحمة الله ولم يستدل على أسمائهم في المفقودين أو المحبوسين أو حتى في المعتقلات السياسية الكبرى في اليونان ولا يعرف أحد عنهم أي معلومات إلى الآن”.
وأوضح: “عشرات الأشخاص لقوا حتفهم في غرق مركب هجرة غير شرعية انطلقت من كفر الشيخ خلفت ورائهم عشرات الأسر الحزينة وضربت أسوأ الأمثلة على المخاطرة بالنفس والمال في سبيل حلم الوصول إلى أوروبا، موضحا أن نسبة الهجرة غير الشرعية تسجل نسبة 65% عبر البحر المتوسط ومن بين أكثر الدول في آخر 5 سنوات هي ليبيا يليها المغرب عن طريق مضيق جبل طارق الكثير والكثير من الحوادث الناجمة عن الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.
وأكد: “زرت العديد من الدول الأوروبية وتحدثت مع أشخاص من جنسيات مختلفة وصلوا إلى أوروبا بطريقة غير شرعية فسألتهم عن أوضاعهم المادية والاجتماعية والنفسية فوجدت صدمة كبيرة عكس ما يُشاع بأن أوروبا جنة الله على الأرض، حيث قال الأغلبية: “نعيش أوضاعا مآساوية يومية نظرًا لأنه لا يوجد لدينا إقامات وبالتالي لا يوجد تصاريح عمل فنحن نسعى جاهدين ونعمل بنصف أجر وأقل من النصف نظرًا لأننا مخالفين للإقامة، ونواجة صعوبات بالغة في حالة مرضنا وأردنا الذهاب إلى المستشفى فنحن مخالفين فنعالج أنفسنا بأنفسنا خشية الذهاب إلى مستشفى وإلقاء القبض علينا، ونمشي في الشوارع في حالة بالغة القلق خوفا من الشرطة فمن الممكن أي لحظة أن يتم القبض علينا، ولا نقدر على عمل أي معاملات مالية عن طريق البنوك فإذا ادخرنا مبلغا من المال فنبحث عن شخص لدية إقامة ومن ثم يقوم هو بتحويل الأموال عن طريقة لأهالينا وفي بعض الأحيان نتعرض للنصب، أوضاع معيشية مآساوية أنصح كل من يريد المجئ إلى أوروبا أن يأتي بطريقة شرعية عن طريق السفارات والقنصليات فهناك فرص عمل كبيرة الآن متوفرة ويمكنك التقديم عليها في سفارات أوروبا”.
وأوضح أنه سيتم توعية شعب الدقهلية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وآثارها المدمرة التي تؤثر على المجتمع وتكبده خسائر في الأرواح وخسائر في النفس من خلال إطلاق المنتدى الأول للسفر والسياحة والهجرة والتوظيف بالخارج في المنصورة في الفترة من 7 مارس حتى 11 مارس؛ تحت رعاية محافظة الدقهلية والغرفة التجارية بالدقهلية ونواب من البرلمان ومصر للطيران
وأشار إلى أن القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه الحكم عمل جاهدًا على دحر والقضاء على عملية الهجرة غير الشرعية والتوعية الدائمة بخطورتها.