أكد الدكتور أحمد علي نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لشئون الأمن السيبراني، أن مصر شعرت بأهمية وجود مركز مصري لتلقي ومتابعة طوارئ الانترنت في عام 2008 أثناء حادث انقطاع الانترنت عن مصر في هذا العام بعدها تم إنشاء المركز المصري للاستجابة لطوارئ الانترنت “ايجي سيرت” في عام 2009 والذي بدأ العمل بعدد 6 أفراد وصل حاليا عدد العاملين في ايجي سيرت إلى 100 فرد.
جاء ذلك علي هامش المؤتمر السنوي الرابع Security Day خلال جلسة نقاشية تحت عنوان أهمية الأمن السيبراني في دعم استراتيجية ورؤية مصر للتحول الرقمي ٢٠٣٠، وخلال الجلسة التي أدارها الإعلامي حسن عثمان، أكد المشاركون على أهمية الأنظمة الدفاعية المتطورة لمواجهة الهجمات السيبرانية التي تستهدف كافة القطاعات المصرية.
وأوضح أن مركز ايجي سيرت يقوم بعدة وظائف أهمها هو تدريب الجهات الحكومية على مبادئ الأمن السيبراني ولدينا خطة لتدريب كافة الموظفين المنقولين للعاصمة الإدارية الجديدة، كما نقوم أيضا بعمل “مناورات سيبرانية” لتدريب الموظفين على التعامل مع هجمات الانترنت لتخفيف تأثير هذه الهجمات على أي جهة حكومية بجانب دور المركز في عملية تحليل الأدلة الرقمية بتكليف من أجهزة النيابة والقضاء وفي هذا الصدد لدينا خبراء مدربين علي استخراج الأدلة الرقمية من الاجهزة الالكترونية بكافة أشكالها.
كما تأتي عملية التوعية ضمن المهام الأساسية التي يقوم بها ايجي سيرت لكل فئات المجتمع سواء في مؤسسات الدولة المختلفة أو بالنسبة لكل الفئات في المجتمع المصري “اطفال, سيدات’ ذوي الهمم وغيرهم” بالإضافة إلى تدريب مسؤولي التطوير بكافة الجهات الحكومية في ضوء قرار رئيس الوزراء بإنشاء وحدات للأمن السيبراني في كل جهة حكومية.
وفي إطار ذلك تم تنفيذ أول مناورة سيبرانية في شهر مارس السابق لقياس مدى كفاءة الموظفين في 18 جهة حكومية شاركت في هذه المناورة، مشيرا إلي أن الإحصائيات تشير إلي أن مصر تعد من أكبر 20 دولة معرضة للهجمات السيبرانية وبالتالي لابد من سد أي ثغرة قد تحدث داخل منظومة مصر التكنولوجية في ظل وجود أكثر من 150 خدمة تكنولوجية متاحة حاليا على منصة مصر الرقمية .
وأشار إلي وجود قصور في عدد الكفاءات المدربة على الأمن السيبراني وبالتالي فإن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات من خلال مركز ايجي سيرت بصدد إنشاء مركزين للتميز العلمي في الأكاديمية البحرية وفي العلمين لتأهيل الكوادر البشرية في مجالات الأمن السيبراني.
كما يتم من خلال مركز ايجي سيرت إتاحة البرامج التدريبية بمعهد تكنولوجيا المعلومات ITI في ما يتعلق بالتدريب في مجال الأمن السيبراني بجانب التعاون مع الجامعات المصرية في التخصصات المتعلقة بمجالات الأمن الرقمي.
وأضاف أن عملية التعاون الدولي تأتي أيضا ضمن مهام مركز ايجي سيرت بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وفي هذا الإطار مشاركين في منظمة الفيرست الدولية المعنية بمجالات الأمن السيبراني والتي بها معظم السيرت على مستوى العالم كما لدينا تعاون مع عدة دول كبيرة وشركات على مستوى العالم في مجال الأمن السيبراني.
وأشار إلي أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يقوم حاليا بوضع سياسات عامة للشركات الخاصة لتنفيذ معايير الأمن السيبراني في ظل تنفيذ عملية التحول الرقمي بجانب وضع الأطر التنظيمية الجديدة للتطورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والجيل الخامس وغيرها من التكنولوجيا الحديثة.
ومن جهته قال المهندس أحمد حنفي الرئيس التنفيذي لشركة ديجيتال بلانتس إن الشركة تقوم بتنفيذ مجموعة من المشروعات الحكومية المتعلقة بالطاقة والطرق والكباري وغيرها في ما يتعلق بمجالات الأمن السيبراني، مشيرًا أن الشركة لديها أكثر من رؤية لتنفيذ هذه المشروعات مجال الأمن الرقمي بشكل متطور يواكب سرعة التطوير في هذه المنظومة.
وأوضح إن قطاع الأمن الرقمي يحتاج لتحديث كل ساعة ولذلك لدينا خطة للتأهيل والتدريب بشكل مستمر على مستجدات الأمن السيبراني كما نعمل على تطوير منتجاتنا بما يتناسب مع احتياجات السوق وهو ودائمًا ما نبحث عن كل ما هو جديد بأقل تكلفة ممكنة على العميل، كما تأتي عملية التوعية ضمن أهم أولوياتنا ولذلك لدينا أكثر من دورة تدريبية بأكثر من لغة لتوصيل المعرفة المتعلقة بالأمن السيبراني، مؤكداً أن أهم أولويات السوق في مجال الأمن السيبراني هو الحفاظ على الكوادر البشرية بجانب دراسة السوق بشكل دقيق ومستمر.
وأشار حنفي إلى أن شركة ديجيتال بلانتس بصدد افتتاح الفرع الرابع لها في إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة خلال العام القادم 2023 وهو الفرع الرابع للشركة ضمن خطة ديجيتال بلانتس بأن يكون لدينا خمس فروع بحلول عام 2025.
من جانبه كشف تامر عيسى الرئيس التنفيذي لشركة كريستال باي المتخصصة في المدفوعات الرقمية والتكنولوجيا المالية أن أمن المعلومات أحد أهم التحديات للشركات بدءا من تأمين قواعد بيانات العملاء حتى أعلى مستوى لقيادة الأعمال والتي تواجه خطر الاختراق الداخلي أو الشبكي مستشهدًا بحاجة القطاعات المختلفة لتأمين بياناتها ضد الاختراقات المحتملة مثل القطاع الطبي والذي تواجه فيه الشركات تهديدات مستمرة بتسريب تجاربها ووصفات العلاج كذلك قطاع المطاعم والذي يعمل على تعزيز بيانات عملائه أو تعاقدات التوصيل الذكي.
وأكد عيسى أن تعزيز مجال الأمن السيبراني في مصر تشهد عددا من الصعوبات أبرزها التكلفة العالية وندرة العاملين وقلة الكفاءات الأمر الذي ينتج عنه ضعف المنافسة بين المؤسسات المحلية بالمجال في الوقت الذي زاد قيمة الدولار وتزداد صعوبة استيراد منتجات جاهزة لارتفاع أسعارها مقارنة تكلفتها حال إنتاجها محليا.
وقال عيسى أن زيادة الأنشطة والمجالات التي تواجه تهديد الاختراق في مصر يحتاج إلى إعادة نظر للتعرف على الآليات الفاعلة لمواجهتها بشكل دقيق مبينا دور الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات «نيترا» وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا» في تدريب الشباب من خريجي الجامعات المختلفة دون الاقتصار على طلاب كليات الحاسبات والهندسة حيث يتمتع خريجي الكليات الأخرى بتجارب نوعية تساعدهم على تقديم جهود متكاملة أو المشاركة في إنتاج تقنيات أمنية متطورة.
وأكد على أهمية خلق كفاءات محلية من خلال التدريب المستمر خاصة مع ارتفاع تكلفة شراء الأنظمة و البرامج الأمنية الجاهزة بالإضافة إلى صعوبة تطوير التقنيات المتخصصة للحماية والتأمين المعلوماتي مع نقص العنصر البشري مشيرا إلى تصدير الكفاءات المصرية المتميزة والتي تتواجد بكثرة بكبرى الشركات العالمية وارتفاع مستوى تأثيرها في أعمال مؤسساتها.
ولفت عيسى إلى أن القطاعات المصرفية والمالية تعد أحد أبرز المجالات التي تواجه اختراقات الأمنية، ضاربا مثال بهجمات سرقة الأموال من مؤسسات قطاع المدفوعات بما فيها شركات التكنولوجيا المالية والبنوك والتي تعد الأكثر عرضة لتهديدات الاختراق السيبراني متابعا أن تكلفة تأمين أنظمة التكنولوجيا المالية مرتفعة جدا في الوقت الذي انتشرت رسائل اختراق الحسابات البنكية وهو ما قابله البنوك بإجراءات تحذيرية مشددة.
من ناحية أخرى أشار شريف صالح مهندس أول مبيعات بشركة سوفوس الإنجليزية أن شركته ترى مصر سوق واعد لنشر منتجاتها من تقنياتها الأمنية والمعلوماتية لتأمين أعمال الشركات والمؤسسات موضحا أن الشركة تطلق مبادرات وبرامج توعية بتوجيه العملاء بالاستخدام الصحيح للمنتجات.
كشف صالح عن التعاون مع الحكومة المصرية ممثلة في الوزارات المختلفة مثل وزارة الكهرباء لتقديم برامج تدريبية للطلاب وتقديم شهادات علمية متخصصة في فروع الأمن السيبراني وتأمين المعلومات.
وتابع أن سوفوس تعمل على تطوير قاعدة العملاء في مصر بما يساعدها على تعزيز ونشر تقنيات أمن المعلومات في قطاع الأعمال بجانب حماية بيانات المؤسسات من الاختراق والاستفادة من التجارب والخبرات بين فريق عمل الشركة من العمل بالبلاد المختلفة ، لافتاً إلى أن منتجات اكس دي ار تساعد العملاء على تحقيق تجربة استخدام متقدمة تحميه من مخاطر الاختراق وتحقق قيمة مضافة بسعر تنافسي.