«شغلني» تصل للأسباب عبر تجربة عملية.. لماذا لا يذهب راغبو العمل للمقابلات الشخصية؟

كشف عمر خليفة المدير التنفيذي لموقع شغلني، أن من ضمن أهم المشكلات التي يواجهها اصحاب العمل الذين يرغبون في تعيين باحثين عن عمل من ذوي الياقات الزرقاء والرمادية (العمالة الفنية والعمالة من ذوي المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة) هي انخفاض معدلات الحضور لمقابلات العمل بين 10-15٪ من إجمالي عدد المتقدمين المؤكدين للوظيفة.

وأشار إلى أن الموقع وبعد فحص سلوك الآلاف من الباحثين عن عمل عند الاتصال بهم لإجراء مقابلة، توصلنا إلى أن تقديم بدل انتقال نقدي لهم يمكن أن يضمن للباحثين عن عمل أنهم لن يضيعوا المال لإجراء مقابلة، حيث لا يرغب الكثيرين في الغياب يوما من عملهم يخصم اجره من رواتبهم، بينما لا يزال يتعين عليهم دفع تكاليف الانتقال لإجراء مقابلة ليسوا متأكدين من قبولهم فيها.

في موقع شغلني، أجرينا تجربة محدودة علي عدد 40 من المتقدمين لوظيفة المبيعات هدفها زيادة معدلات حضور المقابلات، وكانت تجربتنا كالآتي: قمنا بإقامة ثلاثة أيام مفتوحة لثلاث وظائف وشركات منفصلة، واتصلنا بـ 40 باحث عن عمل تقدموا للوظيفة ، وقمنا بتقسيمهم إلى أربعة مجموعات كل واحدة منهم مكونة من 10 مرشحين، المجموعة الأولى تم التأكيد عليهم بالمقابلة ( بدون عرض اي بدل نقدي) ، أما المجموعة الثانية عرضنا عليهم 200 جنيه بدل نقدي ، والمجموعة الثالثة عرضنا عليهم 300 جنيه بدل نقدي، والمجموعة الرابعة عرضنا عليهم 500 جنيه بدل نقدي.

وكانت النتائج مثيرة للاهتمام، حيث بلغت معدلات الحضور للمجموعة الاولى بدون بدل نقدي 17٪، بينما كانت معدلات الحضور للمجموعة الثانية التي ستحصل على 200 جنيه بدل نقدي 57٪ ، المجموعة الثالثة التي ستحصل على 300 جنيه بدل نقدي بلغت نسبة الحضور 55٪ وأخيرًا المجموعة الرابعة التي عرض عليها 500 جنيه بدل نقدي وصلت نسبة الحضور إلى 30%.

أثناء إجراء المكالمات، اعتقد العديد من الباحثين عن عمل الذين عرض عليهم بدل نقدي 500 جنيه، أنه أمر جيد جدًا لدرجة يصعب تصديقها، لذلك لم يحضر الغالبية، أما أعضاء المجموعتين الثانية والثالثة الذين عرض عليهم بدل نقدي بقيمة 200 او 300 جنيه شعروا أنها أكثر واقعية، مما أدى إلى معدل حضور أعلى لدرجة أن المجموعة التي حصلت علي بدل نقدي 200 وصلت حققت أعلى معدلات حضور للمقابلة بنسبة 57٪؜ و هو أعلى معدل وصلنا إليه حتى الآن.

وبهذه الاحصاءات توصلنا لاستنتاج أن دفع بدل انتقال للباحثين عن عمل أو تعويض عن قيمة الأجر اليومي للعمال لحضور المقابلة يحدث فرق كبير في اتخاذهم القرار ويزيد من معدلات حضور المقابلات بنسبة 40٪ تقريبًا على أن يكون بدل الانتقال يغطي التكاليف وليس مبالغ فيه ليحفز الباحث عن عمل لحضور المقابلة الشخصية دون شعور بالضغط المادي أو التشكك في جدية العرض وفرصة العمل.