كتب: أماني مختار
انطلقت قمة بريكس بجنوب أفريقيا، وسط حالة من الترقب والقلق بشأن تدشين عُملة جديدة مُوحّدة ومدعومة بالذهب استجابة لتداعيات ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ، وخاصة أن العملة الجديدة ستهدد الدولار المدعوم بالائتمان والذي يثير توجس الدول بسبب القيود وتبعات العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تهدد علاقات اقتصادية متشابكة بين العشرات من الدول.
وجاءت قمة بريكس الحالية تزامنا مع أكبر توسع للمجموعة منذ أكثر من عقد، مع محاولة الصين دفع كتلة بريكس لتصبح منافسا قويا لمجموعة السبع، تحت شعار تشكيل نظام عالمي منصف “Shaping Equitable Global Order” وهو ما يتماشى مع خلفية وأسباب تشكيل هذه المجموعة في 2001.
تغيير خريطة الاقتصاد العالمي
شدد بوتين على أن أعضاء “بريكس” يتعاونون على مبادئ المساواة ودعم الشراكة. وأضاف أنه خلال العقد الماضي.
_ الاستثمارات المتبادلة لدول المجموعة ستة أضعاف
وقال الرئيس إن استثماراتها في الاقتصاد العالمي ككل تضاعفت، ووصل إجمالي صادراتها إلى 20 في المائة من الرقم العالمي.
_ التخلص من الدولار
وصف الرئيس الروسي عملية التخلص من الدولار الأمريكي في العلاقات الاقتصادية بين دول “بريكس” بأنها حتمية ولا رجعة فيها.
وقال إن “العملية الموضوعية التي لا رجعة فيها لإلغاء الاعتماد على الدولار في علاقاتنا الاقتصادية تكتسب زخما، ويتم بذل الجهود لتطوير آليات فعالة للتسويات المتبادلة والرقابة النقدية والمالية”.
_ صفقة الحبوب
وفي معرض حديثه عن صفقة الحبوب، قال بوتين في خطابه أمام المشاركين في منتدى أعمال “بريكس”، إنه لم يتم تنفيذ أي من شروط ما يسمى بصفقة الحبوب فيما يتعلق برفع العقوبات عن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
فكرة بريكس
ظهر مصطلح “بركيس” عام 2001 عندما صاغ الخبير الاقتصادي في “غولدمان ساكس” جيم أونيل الاختصار، وتحدث عن القوة الاقتصادية التي تمتلكها هذه الدول النامية مجتمعة، وكيف يمكن أن تعادل ميزان القوى الذي يتصدره الغرب.
وتحول من مصطلح نظري إلى تحالف عملي عام 2009 بمبادرة روسية، حيث ضم التحالف بداية البرازيل وروسيا والهند والصين باعتبارها قوى اقتصادية ناشئة، ثم تمت إضافة جنوب أفريقيا عام 2010 وتحويل المصطلح أخيرا إلى “بريكس”.
تمثّل دول بريكس مليارات الأشخاص – أكثر من 40% من سكان العالم – عبر ثلاث قارات، مع اقتصادات تشهد مراحل متفاوتة من النمو، لكنّها تتشارك أمراً واحداً: ازدراء نظام عالمي تقول إنّه يخدم مصالح القوى الغربية الغنية.
ويعادل مجموع الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للأعضاء 25.9 تريليون دولار بنسبة 25.7% من الناتج العالمي، حسب بيانات المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو.
أهداف قمة بريكس
مجموعة بريكس تعد من أهم التكتلات الاقتصادية وتندرج أهدافها في:
1ـ تحقيق التوازن الاقتصادي لدول العالم بشكل كبير جدا خاصة في ظل الأزامات والتوترات التي شهدها العالم خلال الفترة الآخيرة.
2ـ التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التكامل الاقتصادي بين العديد من الدول بشكل كبير جدا من أجل نجاح التنمية الاقتصادية الحقيقة سواء للدول الناشئة أو النامية.
3ـ زيادة نسبة التجارة البينية بشكل كبير من خلال تعميق الروابط التجارية بين العديد من الدول خاصة في الفترة الآخيرة شهدنا العديد من التغيرات في ظل السيطرة الأمريكية علي العالم من خلال هيمنة الدولار بشكل كبير جدا هدفها تغير القوة الاقتصادية وتغير استخدام العملات خاصة فكرة القضاء علي الهيمنة الدولارية في العالم وانشاء عملة موحدة لمجموعة البريكس هدفها هو زيادة القدرة الاقتصادية وفتح أسواق كبيرة والاستفادة من النماذج الاقتصادية بشكل كبير خاصة بعد انضمام العديد من الدول لهذه المجموعة لما شهدته من نجاحات كبيرة خلال الفترة الآخيرة والفترة القادمة بسبب زيادة فرص النمو الاقتصادي لتلك الدول.
4ـ انشاء بنك موازي قوي لصندوق النقد الدولي وسيكون هناك مقر رئيسي في الصين، وتعد من أهم الدول في تلك المجموعة لما تقدمه من نماذج اقتصادية كبيرة جدا ولديها العديد من الاستراتيجيات الاقتصادية الحقيقية لخلق تنمية اقتصادية وتعزيز فرص الاستثمار بشكل كبير جدا، وسيكون هناك انعكاسات ايجابية على جميع الدول في حركة تعزيز التجارة الدولية في عملية بناء اقتصادي حقيقي، ونحقيق التوازن علي مستوي الدول خاصة معدلات التضخم وارتفاع الأسعار بشكل كبير، فابتالي تلك المجموعة هدفها هو تحقيق التوازن في العديد من المؤشرات الاقتصادية وفي حركة التجارة البينية من خلال تغير خريطة العالم الاقتصادية الجديدة، وكذلك حركة المعاملات بشكل كبير.