مشاعر مهملة
بقلم/ محمود البسيوني
المشاعر جزء لا يتجزأ منا
تميز طبيعتنا الإنسانية
تحفزنا
وتحدد أفعالنا
تجاه العالم من حولنا
نولد وتبدأ مشاعر
كمشاعر الحب و الأمان والفرح والغضب
بالتأثير علينا
نشعر بها فنظهرها بعفوية وبصدق
للعالم المحاطين به
وفي رحلة نشأتنا
وبدلًا من أن تعكس سلوكياتنا
مشاعرنا الطبيعية
يفرض علينا المجتمع
والبيئة المحيطه بنا
الأفكار والأفعال والتوقعات والقواعد
قواعد في قوالب متحجرة ونمطية
صنعت من الـ”متى وكيف ومن”
إلى أي مدى يمكننا إظهار الحب
ومتى يجب أن نشعر بالأمان والوحدة
إلى متى يجب أن تستمر مشاعر الحزن
ومن هم الأجدر بثقتنا
وأثناء محاولاتنا جميعًا بالتكيف
وبقدر ما نندمج داخل المجتمع
نفقد إنسانيتنا
وننفصل عن مشاعرنا
لسنوات طويلة نتركها مهملة
محبوسة تحت السطح
فتسبب لنا التوتر والأرق
وبين الحين والحين
تقاوم المشاعر وتغلي
فتخرج ثائرة
فيفرض المجتمع سطوته لقمعها
متهمًا ضحاياه بالضعف
وفقدان السيطرة
أتسائل
ماذا لو أننا لم نعد نستطيع أو نحتمل؟
ماذا لو أردنا ان نستريح ؟
وأطلقنا سراح مشاعرنا
لتفيض كالنهر
وتدير دفة الحياة؛
ألدينا من الشجاعة
لتصبح سلوكياتنا مرآة لمشاعرنا
نتركها لتظهر بوضوح على أعيننا ؟
وإن لم يكن لدينا الشجاعة الكافية
فدعونا على أقل تقدير
نبدأ بتغيير بعض القواعد
ومنها أن الإيمان بالذات قد يكفي لإحساسنا بالأمان
والتواجد وسط الحشود قد لا يقضي بالضرورة على شعورنا
بالوحدة والملل
أما الشعور بالحزن قد يستمر عند البعض لفترة قصيرة
ويظل عند البعض الآخر مدى الحياة
عبئًا ثقيلًا على قلوبهم.