سعيد الأطروش يكتب: بداية جديدة لمجلس الأعمال المصري التركي
ما بين مصر وتركيا علاقات متشابكة متماسكة ومتضادة علاقات طيبة وأحيانًا لا تعرف وصفًا لطبيعتها إلا أنها دائمًا علاقات خاصة جدًا لها طابع تاريخي نختلف عليه أو نتفق إلا أن ما بين مصر وتركيا كبيرًا، وكبيرًا جدًا.
وبين أمواج السياسة تعرف العلاقات الاقتصادية دائمًا طريقًا خاصًا بها فما مرت به العلاقات السياسية بين البلدين كان صعبًا للغاية ورغم ذلك ظلت حركة التجارة بين البلدين كما هي تأثرت الاستثمارات بالطبع وكان يمكن عمل طفرة اقتصادية بين البلدين بالتأكيد ولكن يبقى الاقتصاد في جميع الأحوال والمصالح المتوازنة والعادلة هو الجسر الذي نعبر عليه لنتجاوز الخلافات ونصل إلى ما يحقق مصالح الشعبين بطبيعة الحال.
وأنا أرى دعوة اجتماع الدورة الـ16 لمجلس الأعمال المشترك والذي يتوافق مع مرور 30 سنة على إنشاء مجلس الأعمال تذكرت محطات مثلت نقطة تحول كبيرة لأعمال المجلس الذي نجح على مدى سنوات في أن يصنع لنفسه مكانة متميزة من بين كل مجالس الأعمال في مصر.
شخصيات كبيرة كانت شاهدة على هذا المجلس منهم الراحل الكبير المهندس حسين صبور ومواقفه الوطنية وغيرته الفطرية على بلده والدكتور محمد شاكر المرقبي الذي صنع بكاميرا التصوير ملامح تطور الاقتصاد التركي والتقط بعدسته مظاهر الطبيعة والتاريخ باسطنبول والكثير من الشخصيات والمواقف التي سنرصد دورها التاريخي في مقالات أخرى ونحن نتابع ملف العلاقات بين مصر وتركيا.
ومن أهم هذه الشخصيات عادل اللمعي، عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين وهو آخر رئيس لمجلس الأعمال المصري التركي قبل توتر العلاقات بين البلدين ومن حسن الحظ أنه أول رئيس للمجلس الجديد بعد توقف دام 10 سنوات تغيرت فيه الكثير من المعطيات والمستجدات التي تجعل من هذا المجلس بؤرة اهتمام خاصة ومتابعة لشكل وطبيعة وتأثير الاقتصاد في العلاقات بين البلدين الكبيرين.
يهدف الاجتماع الذي يعقد صباح اليوم إلى مناقشة سبل دعم وزيادة العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، وكشف آفاق جديدة لجذب مزيد من الاستثمارات التركية إلى مصر، حيث سيتضمن جدول أعمال الاجتماع استعراض لأهم فرص التعاون المتاحة بين مصر وتركيا.
نتمنى للمجلس الجديد بتشكيله الذي يضم نخبة متميزة من رجال الأعمال كل التوفيق لما فيه صالح البلاد والعباد.