الدكتور السيد خضر يكتب: الحرب الإسرائيلية ومستقبل العلاقات الاقتصادية

الحرب الإسرائيلية على غزة تؤثر بشكل كبير على اقتصاد المنطقة بشكل عام حيث تتسبب في دمار كبير للبنية التحتية والمنشآت الاقتصادية، وتعيق النمو الاقتصادي وتعطل الأنشطة التجارية والاستثمارات.
أما بالنسبة لقطاع غزة، الذي يعاني بالفعل من ضعف الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة والفقر، فإن الحرب تزيد من هذه المشاكل بشكل كبير.

كما تسبب القصف العسكري والتدمير في خسائر فادحة في المنشآت والمزارع والبنية التحتية، بما في ذلك الطرق والمدارس والمستشفيات، كما أنها تؤثر على الإمدادات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، مما يزيد من معاناة السكان ويعوق سير الحياة اليومية والأعمال التجارية.
ويؤدي فرض قيود اقتصادية على قطاع غزة قبل وأثناء الحروب، بما في ذلك إغلاق المعابر الحدودية وفرض حصار اقتصادي، إلى تأثير كبير على حركة البضائع والسلع والأشخاص، ويعوق التجارة ويزيد من الاعتماد على المساعدات الإنسانية.

وتتسبب الحروب في انخفاض الإنتاج والإنتاجية، وتؤدي إلى تدمير الثروات والموارد التي يحتاجها المجتمع للنمو الاقتصادي، حيث تسبب دمارًا هائلًا وخسائر بشرية جسيمة.
مستقبل العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وغزة ودول المنطقة، سيكون لديه العديد من العوامل المعقدة والتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة بأكملها، خاصةً في عملية تبادل التجارة والاعتماد المتبادل على السلع والخدمات، خاصةً أن إسرائيل تفرض قيودًا اقتصادية على غزة، بما في ذلك حظرًا على بعض المنتجات والسلع والخدمات، هذا يؤثر على القدرة الاقتصادية للقطاع، ويؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر بشكل كبير.

حل سياسي شامل

توجد مبادرات دولية وإقليمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية في المنطقة، وتعزيز التبادل التجاري والاستثمار في المنطقة، وذلك يتطلب تحسينات كبيرة في الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية لتحقيق تقدم مستدام في هذا المجال، من خلال التركيز على إيجاد حل سياسي شامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يعالج القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية بشكل شامل، يجب أن يشمل هذا الحل تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، وتحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين في غزة من خلال تعزيز فرص العمل والاستثمار وتحسين البنية التحتية.

الاقتصاد العالمي

وتؤثر الحروب أيضًا على الاقتصاد العالمي، من خلال ارتفاع أسعار النفط حيث تعتبر منطقة الشرق الأوسط منطقة رئيسة لإنتاج وتصدير النفط، وعندما تتصاعد التوترات والصراعات في المنطقة، يحدث اضطراب في إمدادات النفط، مما يؤثر على الأسعار العالمية، حيث يعتمد الاقتصاد العالمي بشكل كبير على النفط، وارتفاع الأسعار يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والنقل، ويؤثر على قطاعات متعددة مثل النقل والطاقة والصناعة، وتؤثر على الأسواق المالية،
كما أن الحروب والتوترات الجيوسياسية تؤثر على الثقة في الأسواق المالية العالمية ليصبح المستثمرون أكثر ترددًا وحذرًا، ويتجهون إلى الاستثمارات الأكثر أمانًا مثل السندات الحكومية، مما يحدث تذبذب في أسواق الأسهم والعملات والسلع، مما يؤثر على الاستثمارات والتجارة العالمية بشكل كبير في حالة وجود صراعات وحروب مستمرة.
وتؤدي الحروب إلى فرض قيود تجارية وحظر تصدير واستيراد، وتعطيل سلاسل الإمداد والنقل، وإغلاق المواني والمعابر الحدودية، مما يعوق حركة البضائع ويؤدي إلى زيادة التكاليف وتأخير التسليمات، وتؤثر على الاستثمارات والأعمال، حيث إن الاقتصاد العالمي مترابط بشكل كبير.

الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية في منطقة معينة يمكن أن تنتشر لتؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل عام مستقبلًا ويؤدي إلى حدوث تباطؤ النمو الاقتصادي، لذلك يجب أن يلعب المجتمع الدولي دورًا هامًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل ودول المنطقة وتوفير الدعم المالي والتقني لإعادة إعمار القطاع وتعزيز القدرات الاقتصادية للفلسطينيين، وأن يتم التركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الإقليمي في المنطقة بأكملها، وإنهاء هذا الصراع الشرس على غزة من خلال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وتشجيع الاستثمار وتبادل المعرفة والخبرات بين الدول المجاورة، هذا سيساهم في خلق فرص اقتصادية للجميع وتعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة.
ولايمكن إغفال أن الوضع السياسي العام والتطورات الأمنية لهم تأثير كبير على مستقبل العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وغزة ودول الشرق الأوسط، وإن تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة يعتبر جزءًا أساسيًا لتعزيز التعاون الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.

الرابط المختصر
آخر الأخبار