عبدالرحمن جلو يكتب «رفقاً بالبسطاء»

كعادتى أتجول بين الحين والأخر بين شوارع القاهرة ، وأذا بى يوماً أسير فى أحد الشوارع الشعبية ليلاً  والتى كانت تشهد زحام شديداً من  السيارات المارة   و”التكاتك ” بالأضافة إلى بعض المارة  يسيرون فى شارع لايتجاوز مساحته 6 أمتار ……

وإذا بإحدى السيارات التى تقف أمام أحدى محلات الطيور ويقوم أحد العاملين بنقل  بعض “مخلفات  الدواجن ” لتلك السيارة ….. وأذا بدقائق معدودة تمر كأنها دهر … فلقد تحولت تلك اللحظات الى حالة من الصراخ من احدى المارة الواقفين أـمام تلك السيارة معبراً عن اشمئزازه من تلك السيارة وما يشيع منها من رائحة وصفين اياها بانها كريهة ولقد شاركته نفس الاحساس بالضيق والضجر احدى السيدات التى صادف تواجدها اثناء تلك اللحظة ..

وأذا بى أتساءل بينى وبين نفسى  لماذا كل هذا الضيق من عمل هذا الرجل البسيط الذى يقوم بتنظيف المحل وحمل كل هذه المخلفات لتنظيف المحل …..!!! ياله من احساس صعب لا يشعر بها لا هولاء البسطاء عامل النظافة – عامل تصليح البلوعات وغيرهم من الفئات البسيطة التى كثيرا ما تجد نظرة دونية من البعض نتيجة طبيعة عملهم التى تعنكس على طريقة ملابسهم … والحقيقة تؤكد أنهم ليس لهم ذنب فى هذا الأمر فهذه طبيعة عمله فلماذا يتم السخرية بل التنمر عليه ياله من أحساساً قاسى…

وغير ذلك من التساؤلات ….لماذا لايتم التعامل مع هؤلاء  الناس معاملة  حسنة وطيبة ؟ فهم بشر مثلنا، يمارسون أعمالاً ضرورية لا غنى عنها وليس هناك اى احتياج للتنمر عليهم اليس كلنا مخلوقات واحدة ومن طين، ولكن أود أن أطرح سؤال أخيراً لماذا لم نضع الأنسانية نصب أعيننا؟، وأود الأجابة عليه.

وأذكر هنا أن القيم الأنسانية فى الأسلام عبارة عن مجموعةٍ من المبادئ التي تهتم باحترام الإنسان، وحرياتِه، وحقوقِه، وعِرضِه، ودمِه، وعقلِه، ونسلِه، وذلك لأنه ينظر إلى الإنسان بوصفِه جُزءاً لا يتجزَّأ من المُجتمَع، حيث جاء الإسلام بمجموعةٍ من القِيَم؛ ليرفعَ من قيمةِ الإنسان وشأنِه، منها( العلم والعمل والحرية والشورى والعدل والأخاء).

وفى نهاية مقالى أتمنى من الجميع عدم إهدار لقيمة الإنسان وحقوقه، وعدم التعامل مع البشر بعنصريّة، وبقسوة .

الرابط المختصر
آخر الأخبار