سعيد الاطروش يكتب : بريكس..خطوة معنوية لأحلام مؤجلة 

لا أتفق مع حالة التفاؤل المفرط التي سادت في الأوساط السياسية والاقتصادية بعد انضمام مصر الي مجموعة بريكس التي تضم دول مهمة اقتصاديا منها ٣ دول عربية مصر والسعودية والامارات ودولة إسلامية هي إيران بالإضافة الي الارجنتين واثيوبيا لصبح مجموع هذه الدول ١١ دولة بعد الدول المؤسسة وهي الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب افريقيا .

لا يمكن ان نقول ان الانضمام الي هذه المنظومة الجديدة بمثابة رصاصة الرحمة ضد هيمنة الدولار علي الاقتصاد العالمي وان كانت خطوة مهمة ولا نستطيع ان نغفل ما يمكن ان تحققه في احداث تغيرات اقتصادية وسياسية بل وعسكرية في العالم ولكن هل تصمت أمريكا وتسمح بنجاح المنظومة الجديدة ؟ اعتقد ان أمريكا ستحاول بكل قوة وضع العراقيل امام دول أعلنت العصيان امام البلطجة الامريكية وهيمنة الدولار خاصة ان هناك عداء واضح جدا تجاه روسيا والصين وايران ومع هذا فإن فرص نجاح منظومة بريكس كبيرة جدا بما تملكه دول المجموعة من ثروات وموارد طبيعية وأسواق قادرة علي ان تكون رقما مهما في ميزان التجارة العالمي.

وبرغم عدم الإعلان عن انشاء عملة موحدة للمجموعة كما هو الحال في أوروبا الا ان خطوة انشاء بنك التنمية سيكون عامل مهم في مساعدة الأسواق الناشئة في تدبير التمويل لمشروعات البنية التحتية بعيدا عن الشروط المتعسفة لصندوق النقد الدولي وللبنك الدولي التي ترهق اقتصاديات الدول والرهان علي نجاح البنك الجديد سيكون عامل جذب لدخول دول جديدة للتحالف خاصة تركيا والجزائر ونيجيريا وغيرهم من الدول التي طلبت رسميا الانضمام الي مجموعة بريكس.

بلا شك ان الاتفاق علي زيادة التجارة البينية بين الدول الأعضاء داخل منظومة بريكس والتبادل بالعملات المحلية يمثل مصالح متبادلة لكن الأهم ان تكون في نفس الوقت متوازنة حتي لا تتعرض الصناعة المصرية الي مزيد من الضغوطات من اغراق الأسواق بسلع مدعومة من بلدان المجموعة في مواجهة غير متكآفئة خاصة ان الصناعة الوطنية مرهقة بسبب ارتفاع التكاليف لأسباب منها حكومي ومنها نتيجة ركود الأسواق وعلي الرغم من تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بمساندة الصناعة الوطنية وتوجيهاته في هذا الصدد الا ان ما يواجهه المنتج الوطني من تعقيدات وبيروقراطية واحيانا تعسف لا تترجم المبادرات الي حقيقة واذا ما تم منها شيء يكون الوضع تأزم لدرجة اننا نحتاج الي مبادرات جديدة قد تصلح شيئا مما افسدته دواويين الأجهزة الحكومية .

إجمالا أقول ان انضمام مصر لهذا التجمع الدولة خطوة تحتاج سنوات من العمل فهي بداية للأحلام الممكنة ولكن نتائجها بعيده المدي ولابد من الاستعداد الجيد لتكون فرصة جديدة ورئة قادرة علي ان تكون متنفسا للمنتج المصري باعتباره هو المعيار الذي يمكن ان نقيس عليه ما يمكن ان تضيفه عضوية بريكس.

آخر الأخبار