في ذكرى رحيلها الـ 49.. تعرف على دور كوكب الشرق في مساندة الاقتصاد والمجهود الحربي

تحل اليوم ذكرى رحيل كوكب الشرق أم كلثوم الـ 49، والتي أثرت الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بمجهودات خالدة حتى الأن، و لم يكتف دور أم كلثوم على الغناء فقط لكن كان الدور الاقتصادي لسيدة الغناء العربي ملحمة تدرس في كتب ومراجع التاريخ.

نشأة كوكب الشرق

ولدت فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، وهو الاسم الحقيقي لكوكب الشرق،لأسرة متواضعة في قرية ريفية تسمى طماي الزهايرة، في مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، كان والدها الشيخ إبراهيم إمامًا ومؤذنًا لمسجد في القرية، ووالدتها فاطمة المليجي تعمل كربة منزل، ولها أخت متزوجة إسمها رقية وأخ إسمه خالد أكبر منها، تضاربت مصادر تاريخ ميلادها الدقيق، فبعض المصادر تشير إلى أن تاريخ ميلادها يعود لتاريخ 31 ديسمبر 1898م، ومصادر أخرى ترجح أن ميلادها يرجع لتاريخ 4 مايو 1908م وهو المذكور في سجل مواليد المحافظة. عاشت العائلة في مسكن صغير مُشيد من طوب طيني. وكان الدخل المادي للأسرة منخفض، حيث إن المصدر الرئيس للدخل هو والدها الذي يعمل كمُنشد في حفلات الزواج للقرية، ومع ذلك لم يكن مجموع دخله من عمله الاصلي كمؤذن وعمله الاضافي كمنشد يتجاوز العشرين قرشًا!.

دور أم كلثوم في الاقتصاد

كانت لكوكب الشرق أم كلثوم مواقف وطنية عديدة، وقدمت الكثير من أجل المجهود الوطني والحربي في فترة مهمة في تاريخ البلاد في تاريخها الحديث.

المجهود الحربي

ولم تكتف كوكب الشرق، بعد نكسة 1967، بالدعاء لمصر أو استسلمت للحزن بل أطلقت حملة “الفن من أجل المجهود الحربي”، وقدمت العديد من الحفلات داخل مصر وخارجها وكانت تجمع هذه الأموال وتخصصها لتسليح الجيش، ويقال إنها أحيت حفلا بالإسكندرية ووصل إيراداته إلى 100 ألف جنيه، كما أحيت حفلًا بدمنهور وكان إيراده 39 ألف جنيه، كما أحيت حفلات في باريس، وقيل إنها جمعت 3 ملايين دولار الذى كان يعتبر مبلغا كبيرًا في ذلك الوقت.

هزيمة 5 يونيو

وترددت أقاويل أن كوكب الشرق كادت تعتزل الناس وتجلس في “بدروم” فيلتها بالزمالك، منذ هزيمة 5 يونيو، وقال الكاتب سعد الدين وهبة فى شهادته ضمن شهادات أخرى ذكرها كتاب “أم كلثوم وحكام مصر” للكاتب سعيد الشحات، إن ابن شقيقتها المهندس محمد الدسوقي تحدث عن أحوالها فى الفترة التي سبقت حرب أكتوبر، قائلا: “كانت صدمتها أكبر..غرقت فى الحزن، حبست نفسها فى حجرة بدروم الفيلا، أطفأت النور، وربطت رأسها بمنديل لعله يخفف الآلام وبعد فترة خرجت من البدروم وسمعتها تقول: “لازم نلم البلاد العربية حوالين مصر”.

مواقف لا تنسى

ومن المواقف المعروفة عن سيدة الغناء العربي أم كلثوم قيامها في 1956 بالتبرع من أجل إعمار مدارس بورسعيد بمبلغ 1000 جنيه، وكان وقتها يوازي أكثر من مليون جنيه الآن، وعقب نكسة 1967، رفعت أم كلثوم شعار الفن من أجل المجهود الحربي، وقالت‫:‬ لن يغفل لي جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة، وقررت أن تحيي حفلين شهرياً تخصص إيراداتهم لدعم تسليح الجيش لمواجهة العدوان الإسرائيلي، بدأتهم بحفل بمحافظة دمنهور جمعت فيه حوالي 40000 جنيه تبعته بحفل في الإسكندرية بلغت حصيلته 100000 جنيه، بالإضافة إلي تبرعات عينية من الذهب، وحفل في المنصورة تجاوزت إيراداته 120000 جنيه، إضافة إلي 212 ألف جنيه إسترليني من حفل بباريس، و100 ألف دينار من حفل لها بالكويت، وغيرها‫.

دعم الجيش

وتعددت حفلات أم كلثوم من أجل مصر محيط الوطن لتخصص إيرادات حفلاتها في عواصم أوروبا والدول العربية لدعم الجيش، ثم قامت بنفسها بحملة لجمع التبرعات من المشاهير والشخصيات العامة لأجل مصر فطافت مكاتبهم ومقراتهم للحصول على تبرعات من أجل البلد، وكان من ضمن من شملتهم جولة كوكب الشرق لجمع التبرعات توفيق الحكيم الذي زارته بمكتبه بجريدة الأهرام بالجلاء سنة 1970، حتي وصل بها الأمر بإحيائها حفلات للجنود علي جبهات القتال‫.‬

 

دور أم كلثوم الاجتماعي

ولا تقتصر الأعمال الخيرية للست أم كلثوم على دعمها للجيش بعد النكسة بل إنها تبرعت ببطاطين و120 قطعة قماش شتوي في حملة مشروع معونة الشتاء وقبل الأمطار إلى ثورة 23 يوليو، والتي تهدف إلى تقديم المساعدات للفقراء من خلال جمع التبرعات من المواطنين في الصيف، وصرفها لمستحقيها في الشتاء، من خلال توزيع البطاطين والأغذية، والمساعدات المالية للفقراء.

إيرادات الحفلات

وبسبب أم كلثوم انتشرت فكرة التبرع بأجر الحفلات للأعمال الخيرية وحتى الآن يسير بعض الفنانين على نهج السيدة ومنهم الفنان حكيم الذي تبرع بإيرادات حفلاته بأوروبا لصندوق تحيا مصر ومستشفى مجدي يعقوب

رحيل كوكب الشرق

وفى فترة السبعينيات عانت أم كلثوم من التهاب الكلى حيث سافرت إلى لندن للعلاج، حتى وفاتها يوم 3 فبراير عام 1975.

آخر الأخبار