تعتزم تركيا إرسال سفينة التنقيب “عروج ريس” لاستكشاف مكامن النفط البحرية في الصومال خلال الشهر المقبل، في خطوة تهدف إلى تعزيز أمنها في مجال الطاقة وتوسيع نفوذها في القارة الإفريقية.
وأكد محمد حاشي، مدير وزارة النفط الصومالية، أن هذه العملية ستساهم في تنويع إمدادات النفط الخام لتركيا، وتأتي ضمن استراتيجية أنقرة لتعزيز علاقاتها في منطقة تتنافس فيها قوى دولية على النفوذ.
تعميق العلاقات في إفريقيا
وتعتبر إفريقيا محورًا رئيسيًا في السياسة الخارجية التركية، حيث تسعى أنقرة إلى تعزيز نفوذها من خلال مزيج من القوة الناعمة، مثل المساعدات والتعليم، والعلاقات التجارية والاقتصادية.
ويبرز الصومال كمثال واضح لهذا النهج، حيث تدير تركيا أكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج وتساهم بشكل كبير في تطوير البنية التحتية المحلية، بما في ذلك ميناء ومطار مقديشو.
تعزيز التعاون
وتتجاوز العلاقات التركية-الصومالية الحدود التقليدية، حيث زودت أنقرة الحكومة الصومالية بطائرات مسيرة لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب.
ويرى المحللون أن الصومال يشكل موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا لتعزيز نفوذ تركيا في منطقة القرن الإفريقي والمحيط الهندي، ومنذ بداية الأزمة الصومالية في 2011، قدمت تركيا مساعدات إنسانية واقتصادية تجاوزت قيمتها مليار دولار.
توسيع النفوذ التركي
وتمتد السياسة التركية في إفريقيا إلى مجالات أخرى تشمل التعدين والطاقة. على سبيل المثال، تبحث شركة “MTA” التركية عن الذهب في النيجر، وتسعى إلى دخول سوق الذهب في بوركينا فاسو.
و تعمل شركة “Turkish Petroleum” في الجزائر، على التنقيب عن النفط والغاز، وتعكس هذه التحركات رغبة تركيا في تعزيز موقعها على الساحة الدولية من خلال استراتيجية شاملة تركز على تعميق العلاقات الدبلوماسية والتجارية والأمنية في القارة الإفريقية.