تصريحات «باول» أربكت الاقتصاد.. كيف تحركت الأسواق بعد تصريحات الفيدرالي

تفاعلت الأسواق المالية بقوة مع تصريحات جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، يوم الجمعة 23 أغسطس، والتي أشار فيها إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل.

وجاءت هذه التصريحات خلال كلمته المنتظرة في ندوة جاكسون هول، حيث أكد أن الوقت قد حان لتعديل السياسة النقدية في ظل ارتفاع “المخاطر السلبية” التي تهدد سوق العمل.

ردود فعل الأسواق المالية

وشهدت أسواق السندات الأميركية ارتفاعاً في الأسعار، وانخفض الدولار الأميركي مع مراهنة المستثمرين على خفض أكبر لأسعار الفائدة خلال العام الحالي.

وأنهت الأسهم الأميركية تعاملات الجمعة على ارتفاع جماعي، حيث ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 1.2% ليقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق في يوليو، وسجل مؤشر “داو جونز” الأمريكي مكاسب تجاوزت 400 نقطة.

توقعات خفض الفائدة

ووصفت صحيفة “فاينانشال تايمز” تصريحات باول بأنها “أقوى إشارة” حتى الآن من جانبه على أن الاحتياطي الفيدرالي يستعد لخفض أسعار الفائدة، والتي بلغت مستوياتها الحالية عند 5.25-5.5%، وهي الأعلى منذ 23 عاماً.

وأشارت الأسواق إلى احتمالات بنحو 35% لخفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية في الاجتماع القادم، وهو ما يعكس تأكيد المستثمرين على التيسير النقدي المتوقع.

تأثيرات عالمية لخفض الفائدة

وفشل خفض الفائدة الاقتصار على الاحتياطي الفيدرالي فقط، حيث انضم إليه العديد من البنوك المركزية حول العالم. فقد خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الودائع الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية في يونيو.

ويتوقع أن يقوم بخفض إضافي لاحقاً هذا العام، وفي المملكة المتحدة، اتخذ بنك إنجلترا خطوة مماثلة في أغسطس، على الرغم من رفض محافظ البنك لفكرة سلسلة متتالية من التخفيضات.

انخفاض التضخم

وأكد باول أن التضخم انخفض بشكل كبير منذ بداية العام، مما زاد من ثقته في أن التضخم يسير على مسار مستدام نحو هدف البنك البالغ 2%.

ويعود هذا الارتفاع يعود بشكل كبير إلى دخول المزيد من العمال الجدد إلى سوق العمل، وفقاً لخبراء الاقتصاد، رغم التراجع في نمو الوظائف وارتفاع معدل البطالة.

نظرة مستقبلية

وتظل تصريحات باول والتوقعات بخفض الفائدة محور اهتمام الأسواق، حيث ينتظر المستثمرون تقرير الوظائف لشهر أغسطس لتحديد حجم خفض الفائدة المتوقع.

ويستمر التضخم في التراجع وتحسن سوق العمل، يتطلع الفيدرالي إلى تحقيق “هبوط ناعم” دون التسبب في ضرر اقتصادي كبير، مما يزيد من التفاؤل بتحقيق استقرار اقتصادي مستدام.

آخر الأخبار